ورأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إبل الصدقة ناقة حسنة، فغضب على الساعي، وقال: ((ما هذه؟))، قال: إني ارتجعتُها ببعيرينِ من حواشي الإبل، قال: ((نعم إذًا))[15].
تأثير الخلطة في زكاة الأنعام:
هل للخلطة والاشتراك تأثير في قدر الواجب من الزكاة؟
اختلف الفقهاء في ذلك على قولين:
القول الأول: يرى جمهورُ الفقهاء أن الشركاء أو الخلطاء إذا بلغ مالُهم نصابًا يُزكُّون عنه، بشرط أن يكون المرعى، والمشرب، والحلب، والفحل، والكلب، والرعي واحدًا، والمراد: ألا يتميَّز نصيب أحد المالكين أو الملاك عن نصيب غيره.
وجمهور الفقهاء يرون ذلك إذا كان الخُلطاء من أهل الزكاة، فإن كان أحدهما مسلمًا، والآخر غيرَ مسلم، فإنه ينظر إلى ما يملكه المسلم من هذه الشركة؛ فإن بلغ حقُّه نصابًا، وجبت فيه الزكاة، وإلا فلا[16].
ويرى الحنفية: أنه لا تأثير للخلطة في الزكاة؛ حيث يراعى النِّصاب لكل واحد من الشركاء منفردًا.
قال الكاساني:
فأما إذا كانت السوائم مشتركةً بين اثنين، فقد اختلف فيه؛ قال أصحابنا: إنه يعتبر في حال الشركة ما يعتبر في حال الانفراد، وهو كمال النصاب في حق كل واحد منهما؛ فإن كان نصيب كل واحد منهما يبلغ نصابًا، تجب الزكاة، وإلا فلا[17].
الموضوعالأصلي : الأموال التي تجب فيها الزكاة // المصدر :