تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

(1) فضل علم الدين

قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم للصّحابيِّ أبي ذَر الغِفَاريّ: "يا أبا ذَرْ لأَنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلّمَ ءايةً من كتابِ اللهِ خيرٌ لكَ مِنْ أَنْ تُصَلّيَ

مائةَ ركعة، ولأنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلّمَ بابًا من العِلمِ خيرٌ لكَ من أنْ تُصَلِّيَ ألفَ ركعة" أي من النَوَافِلِ (السُّنن)، وهو حديثٌ

ثابتٌ حَسَنٌ رواهُ ابنُ ماجَه وغيره.

   (11) الجبن مستحيل على الأنبياء

   يستحيلُ على الأنبياءِ الجُبْنُ ، أمّا الخوفُ الطبيعيُّ فهو موجودٌ فيهم وذلكَ مثلُ النُّفُورِ من الحَيّةِ فإنّ طبيعةَ الإنسانِ تقتضي النفورَ من الحيّةِ وما أشبَهَ ذلك. ولا يُقَالُ عن

   النّبيِّ هَرَبَ لأنّ هربَ يُشْعِرُ بالجُبْنِ ، يُقَالُ هاجَرَ فِرارًا من أَذَى الكُفّارِ هذا جائزٌ ما فيه نَقْصٌ وعلى هذا المعنى قولُ اللهِ تعالى إخبارًا عن موسى عليه السلام أنّه

   قال:"فَفَرَرْتُ مِنْكُمُ لمـّا خِفْتُكُمْ" [سورة الشعراء/21].

   (12) القَدْحُ في الإسلامِ كفرٌ

  يكفرُ من يَقْدَحُ في الإسلامِ أي يَطْعَنُ في القرءانِ أو الأنبياءِ أو أحكامِ الشريعةِ ، ومثالُ ذلك قولُ بعضِ الزنادقةِ إنّ دِينَ الإسلامِ تَخَلُّفٌ أو رَجْعِيّةٌ أو إنّ فيه سَلبيّاتٍ أو

   عيوبًا وقولُ البعضِ إنّ مَنْ يتعلّمُ الدينَ يُصابُ بالخَبَلِ أو الجنونِ والعياذُ باللهِ من هذهِ الأقوالِ الكُفريّةِ. قالَ اللهُ تعالى:"وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ

   أَبِٱللهِ وَءَايـٰتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ"[سورة التوبة 65-66]. ويجبُ على مَنْ وَقَعَ في الكُفرِ الرجوعُ فورًا إلى الإسلامِ بالنُّطْقِ

   بالشّهادتَيْن.

   (13) عقوق الوالدين
   عُقُوقُ الوالدَيْنِ من المعاصي الكَبَائِرِ وهو ما يتأَذّى به الوَالِدَانِ تَأَذِّيًا ليسَ بالهَيِّنِ في العُرْفِ كَضَربِهِمَا أو شَتْمِهِما. ومِنْ عُقُوقِ الوالدَيْن تركُ الشّخصِ النفقةَ الواجبةَ عليهما

   إنْ كاناَ فَقِيرَيْنِ. رَوَى الحاكِمُ بإسنادٍ صحيحٍ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ قالَ: "كلُّ الذنوبِ يُؤَخِّرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يَوْمِ القيامةِ إلا عُقُوقَ الوَالدَيْنِ فإنّه يُعَجَّلُ

   لصَاحِبِه" يعني العُقُوبةَ في الدُّنيا قبلَ يومِ القيامة.

 (14) العاق والديوث ورجلة النساء

   صَحَّ عن رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: "ثلاثةٌ لا يدخُلُونَ الجنّةَ العاقُّ لوالدَيْه والدَّيُّوثُ ورَجُلَةُ النساء" رواهُ ابنُ حبّان ، أي لا يدخُلُ هؤلاءِ الثلاثةُ الجنّةَ مع

   الأوَّلِينَ إنْ لم يَتُوبُوا وليسَ المعنى أنّهُم لا يدخُلُونَها بالمَرّة. والدَّيُّوثُ هو الذي يعرفُ الزِّنَى في أَهْلِهِ ويسكُتُ عليه مع مَقْدِرَتِهِ على مَنْعِهِم ، ورَجُلَةُ النساءِ هي المرأةُ التي

   تَتَشَبَّهُ بالرِّجَال.

(15) متى تُنفَخُ الرّوحُ في الجنين؟
قالَ رسولُ اللهِ صَلّى الله عليه وسلّم:"إنّ أحَدَكُم يُجمَعُ خَلقُهُ في بطنِ أُمِّهِ أربعينَ يومًا نُطفَةً ثمّ يكونُ عَلَقَةً مثلَ ذلك ثمّ يكونُ مُضغَةً مثلَ ذلك ، ثم يُرسَلُ المَلَكُ فينفُخُ

فيه الرّوحُ ويُؤمَرُ بأربعِ كلماتٍ: بِكَتْبِ رِزقِه وأَجَلِه وعَمَلِه وشَقِيّ أَمْ سَعيدٌ" رواهُ البخاريّ ومسلم. ومعنى (شقيّ) أي من أهلِ النّار و(سعيدٌ) أي من أهلِ الجنّة. وقد

دَلّ كلامُه عليه الصّلاةُ والسّلامُ أن المنيّ لا روحَ فيه وإنما تُنفَخُ الرّوحُ في الجنينِ بعدَ أربعةِ أشهرٍ من الحَمل.

فائدة: المنيّ (sperm) فيه صفةُ التّمَوّجِ لذلك إذا عُرِضَ على المِجْهَرِ تظهَرُ فيه حركةٌ وليسَ لوجودِ رُوحٍ فيه، كما أنّ الزِئبَقَ تظهَرُ فيهِ حَركةٌ تحت المجهر لأنّ فيه صفةَ

التّمَوُجِ كذلك.