تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

(1) فضل علم الدين

قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم للصّحابيِّ أبي ذَر الغِفَاريّ: "يا أبا ذَرْ لأَنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلّمَ ءايةً من كتابِ اللهِ خيرٌ لكَ مِنْ أَنْ تُصَلّيَ

مائةَ ركعة، ولأنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلّمَ بابًا من العِلمِ خيرٌ لكَ من أنْ تُصَلِّيَ ألفَ ركعة" أي من النَوَافِلِ (السُّنن)، وهو حديثٌ

ثابتٌ حَسَنٌ رواهُ ابنُ ماجَه وغيره.

   (63)الآخِرةُ دارُ العَجَائبِ والغَرائب

   الآخِرةُ دارُ العَجَائبِ والغَرائب، الله تعالى يَكشِفُ ذلكَ اليوم أمُورًا كانَت مخفِيّةً عن البَشر في الدّنيا، الأيدِي تَتكلّم يومَ القيامةِ والأرجُلُ تَتكلّمُ يومَ القِيامة ولا سِيّما بالنِّسبةِ للكُفّار، الكفّارُ تَشهَدُ علَيهِم أَيدِيهِم وأرجُلُهم، هُم يُنكِرُونَ في وَقتٍ منَ الأوقات عِبادَة الأوثان، يقولونَ نحنُ مَا أَشْرَكنا بِربِّنا أي ما عَبدْنا غيرَ الله، فيُختَمُ على أفواهِهم، تُطبَقُ أَفواهُهم ولا تتَكلّمُ فيكونُ الكلامُ للأَيدي والأرجُل.

   قال الله تعالى:"الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" [سورة يۤسۤ/65]

   الأيدِي تَشهَدُ علَيهِم بما فعَلوا أي الكفّار والأرجُل تَشهَدُ علَيهِم بما فعَلُوا، كذلكَ أَيدِيهم تقولُ أنا قَتلتُ كذا مِنَ المسلمينَ، ضَربتُ كذا منَ المسلمينَ وما أشبَه ذلكَ.

   (64) إذا فَقَدتَ صَفِيّكَ من الدنيا
   المسلمُ الذي يفقِدُ مَنْ يَعُزّ عليه ويُفَضِّلُهُ من بَينِ أهلِ الدّنيا كالوَلَدِ والأبِ والأمِّ والأخِ والأختِ ، إنْ صَبَرَ ابتغاءَ مَرضَاةِ الله ، له الجنّة. اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى قالَ في الحَدِيثِ القُدسِيّ:"ما لِعَبدِي المؤمِنِ إذا قَبَضْتُ صَفِيّهُ من الدّنيا ثم صَبَرَ عِندِي جَزَاءٌ إلا الجنّة".

  (65) الوشم من الكبائر
   الوَشْمُ هو غَرزُ الجِلدِ بالإبرةِ ثمّ يُذَرّ عليهِ نَحْوُ نِيلةٍ ليَزرَقّ ، وهو حَرامٌ من الكَبَائرِ لحديثِ "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ الواشِمةَ والمستَوشِمة" رواهُ البخاريّ ومسلم.

(66) صَدَأ القلوب
وَرَدَ عَنْ رَسولِ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم "إنَّ القُلوبَ لتَصْدَأُ كَما يَصْداُ الحَديدُ وجَلاؤُها الاسْتِغْفار"، القُلوبُ يُصيبُها صَدأٌ مَعْنَويٌ بسَبَبِ اتّباعِ شَهوَةِ النّفْسِ وكَثرَةِ الذّنوبِ ، وجَلاءُ هذا الصّدأ الإكْثارُ مِنَ الاسْتِغْفار. مَن لَزِمَ الاسْتِغْفار جَعَلَ اللهُ لَهُ مِن كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ومِن كُلِّ ضيقٍ مَخْرَجًا ورَزَقَهُ مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِب كما وَرَدَ عَنْ رَسولِ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم. ومَعْنى لَزِمَ الاسْتِغْفار أي اسْتَغْفَرَ كَثيراً أي أقّلَهُ كُلَّ يَوْمٍ ثلاثمائة مَرَّة، ويَكونُ بِصيغَة(أسْتَغْفِرُ الله) أو (رَبِّ اغْفِرْ لي) بنيّة حَسَنةٍ ولَفظٍ صحيح.

(67) يومَ القيامة تُسأَلُ الأصابع
الرّسولُ صلى الله عليه وسلّم أَوصَى النّساءَ، أَكّدَ علَيهِنّ التّسبيحَ والتّقديسَ ، قال:"فَعَقِّدْنَ بالأنامِل"يعني اعْدُدنَ التّسبيحَ والتّقديسَ بأَنامِلِكُنّ ، قال:"فإنّهُنّ مَسؤولاتٌ مُستَنطَقات".
يومَ القيامة تُسأل الأنامِل وتُستَنطَقُ، الله تعالى يجعلُ فيها النّطقَ فتَتكلَّم بما كانَت تَفعَلُهُ في الدّنيا، فالتي تُكثِرُ في الدّنيا التّسبِيحَ والتّقدِيسَ أي ذِكْرَ الله تَعالى وتَعُدّ بأصابعِها، تَشهَدُ لها يومَ القِيامةِ هذِه الأصابعُ ، تَنطِقُ باللّسانِ الفصِيح بما فعَلَت مِنْ ذِكْرِ الله تعالى فيَكونُ ذلكَ سُرورًا لهذِه المرأةِ المؤمنةِ التي كانَت في الدّنيا تُسبّحُ اللهَ وتُقدِّسُه وتُمَجِّدُهُ وكانَت تَعُدّ وتُعمِلُ أنَامِلَها لذلكَ.