[ltr]      يتراءى للإنسان للوهلة الأولى أنّ انفتاحَ قنوات الاتّصال على مِصراعيْها والتطّور التكنولوجي المعلوماتي، وانفتاح حريات التعبير عبر الوسائط الالكترونية المختلفة هو غاية المُنى الذي سيؤدّي إلى إسعاد البشر ظناً بأن المعلومات سوف تنتقل بسرعة في مختلف بِقاع الأرض كاشفةً للحقائق بسهولة ويسرٍ ودون أيّ تشويه. 
       لقد أصبحت وسائلُ الاتصالِ الحديثة المَطلوقة العنان وغير الخاضعة لضوابط معيّنةٍ عِبئًا على الأفراد والمجتمعات وحتى الدول. ففي بعض الحالات تعجز بعض الدول الصغيرة في مواجهة تعقيدات فتح مجالها لأنماط من وسائلِ الاتّصال دون حدود وضوابط ما يؤدي إلى استغلال دول كبرى ومتطورة لهذه الوسائل بشكل يضر مجتمعات الدول الصغرى أو حتى أمنَها، وباتتْ تحت قصفِ المعلومات غَثّها وسَمينها، عبر وسائل متعددةٍ تخترق حدود الدول الجغرافية والسياسية، وتقفز على أجوائها الاجتماعية والتي قلبت النظام الكوني الإنساني القائم على الستر، وحوّلته إلى نظام للهتك ونشر الفضائح.... 
      إن المشكلة سابقًا تكمن في الأمية وعدم قدرة الكثير من الناس الحصول على المعلومة حينَ (كان الحصول عليها) يتطلب التنقل أحياناً لمسافات طويلة، وقضاء أيامٍ في السفر وربما أشهر، وقضاء ساعات من البحث بين المكتبات وبين أسطر الكتب ليحصل الباحث على ضالته. أما الآن فقد بات الحصول على المعلومة سلِساً وسهلاً و لكن المشكلة تكمن في كثرة المعلومات بِغَثِّها وسَمِينِها، فصار العقل البشريّ عاجزاً أمام اندفاع السيل الجارف منها في وقت يحتاج فيه العقل إلى رَتابةٍ مطلوبة لاستيعاب المعلومة وتحليلها ووضعها في إطار ذِهنيّ مناسب.....و في الوقــت الــذي تحوّلت فيه هذه المعلومات الكثيفة الموجّهة وغير الموجّهة إلى صخورٍ وقطعٍ ناريةٍ(تتطاير في الفضاء الواسع) كأنها الشهب والنيازك المتقاذفة لكنّ مرماها هو عقول البشر. 
      ففي ظِلِّ هذا التّحدي لن يكون من السّهل إيجادُ حلولٍ سهلةٍ لثورة تكنولوجيا المعلومات وما يرافقها من سلبيات كثيرة غير محدودة، وليس الحديث هنا عن منع هذه الوسائل ولكنَّ الحديث عن عمل واعٍ جماعي للاستفادة منها والحدّ من سلبياتها.                                                                                                                                                                الأنترنت- بتصرف-   [/ltr]

   التعليمة : في فقرة لا تقل عن عشرة أسطر وجّه كلمةً إليه تحاول من خلالها تنبيهه إلى خطر الإدمان على مثل هذه المواقع وما قد تشكله من هدم للأخلاق وزرع للفتن بين أفراد الأمة ، مستعينا بما قد تحفظه من شواهد وموظفا جملة شرطية واستعارة مكنية.