(1) فضل علم الدين

قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم للصّحابيِّ أبي ذَر الغِفَاريّ: "يا أبا ذَرْ لأَنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلّمَ ءايةً من كتابِ اللهِ خيرٌ لكَ مِنْ أَنْ تُصَلّيَ

مائةَ ركعة، ولأنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلّمَ بابًا من العِلمِ خيرٌ لكَ من أنْ تُصَلِّيَ ألفَ ركعة" أي من النَوَافِلِ (السُّنن)، وهو حديثٌ

ثابتٌ حَسَنٌ رواهُ ابنُ ماجَه وغيره.

(2) كثرة الكلام فيما لا خير فيه

   إنّ كثرةَ الكلامِ فيما لا خيرَ فيه قد تَجُرُّ إلى الحَرَامِ وإلى الكُفرِ أحيانًا فقد رُوِيَ عن عمرَ بنِ الخَطّابِ رضيَ اللهُ عنه أنّه قال: "مَنْ كَثُرَ

   كَلامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ ومَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ ومَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ دَخَلَ النّار" أي هذا حالُ أَغْلَبِ النّاس.

(3)لا تَمَلُّوا ولا تتكاسلوا
   في الحديثِ الذي رَوَاهُ الطّبَرانيُّ بإسنادٍ جيد"أَكْيَسُ الناسِ أَكْثَرُهُم ذِكْرًا للموتِ وأكثرُهم ذِكرًا أكثرُهم

   استعدادًا".أَكْيَسُ الناس معناه أكثرهُم ذكاءً.فعليكم بالاستعدادِ للموتِ والاستعدادُ يكونُ بأداءِ الفرائضِ واجتنابِ

   النّواهي، وهذا يكونُ بتعلُّمِ علمِ الدّين. فاعملوا في هذا ولا تَمَلُّوا ولا تتكاسلوا مهما قَضَيْتُم من الزّمن في هذا،

   لا تقولوا: "قَضَيْنَا كَذَا في هذا العمل" فَتَمِيلُوا إلى غَيْرِه.

   (4) أَفْشُوا السّلاَمَ بَيْنَكُمْ

   قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلم : "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ:

   الْحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ، لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ

   تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنّةَ حَتّى تُؤْمِنُوا،

   ولا تُؤْمِنُوا حَتّى تَحَابّوا، أَفَلاَ أُنْبّئُكُمْ بِمَا يُثَبّتُ ذَلِكَ لَكمْ: أَفْشُوا

   السّلاَمَ بَيْنَكُمْ".رواه الترمذيُّ وغيره.

   (5) خيرٌ من خادم
   روى سيّدُنا عَلِيّ رضي الله عنه أَنّ السيدة فَاطِمَةَ رضي الله عنها شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أثر الرّحَى فِي يَدِهَا (عند طحن الحنطة) فَأَتَت

   النّبِيَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها فَلَمّا جَاءَ النبيّ أَخْبَرَتْهُ، قَالَ عليّ: فَجَاءَنَا وَقَدْ

   أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ أَقُومُ فَقَالَ: "مَكَانَكَ" فَجَلَسَ بَيْنَنَا فَقَالَ:" أَلا أَدُلّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا

   فَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وكَبِّرَا أربعًا وَثَلاثِينَ فَهُو خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ". رواه البخاري ومسلم.

   المعنى أنه يحصُلُ لها بسببِ هذه الأذكارِ قوةٌ فتقدِرُ على الخدمةِ أكثرَ مما يقدِرُ الخادمُ.