القصيدة التي سأقدمها لكم تذكرني بالسنة ثانية ثانوي قسم آداب وعلوم انسانية...
حيث سردت لنا أستاذة الأدب العربي-التي أحييها كثيرا- تفاصيل قصة جميل بن معمر العذري وحبه الشديد لبثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية نسبة الى قبيلة عُذرة...
خطبها من والدها فرده وزرجها غيره فازداد هياما بها وقال فيها شعرا عفيف رقيقا
عشق جميل قول الشعر وكان لسانه مفطورًا على قوله فيقال أنه كان راوية لهدبة بن خشرم، وهدبة كان شاعراً وراوية للحطيئة وهو أحد الشعراء المخضرمين
أتمنى ان تروق لكم:
أبثينَ، إنكِ ملكتِ فأسجحي،
وخُذي بحظّكِ من كريمٍ واصلِ
فلربّ عارضة ٍ علينا وصلَها
بالجدِ تخلطهُ بقولِ الهازلِ
فأجبتها بالرفقِ، بعدَ تستّرٍ:
حُبّي بُثينة َ عن وصالكِ شاغلي
لو أنّ في قلبي، كقَدْرِ قُلامَة ٍ،
فضلاً، وصلتكِ أو أتتكِ، رسائلي
ويقلنَ: إنكِ قد رضيتِ بباطلٍ
منها فهل لكَ في اعتزالِ الباطلِ؟
ولَبَاطِلٌ، ممن أُحِبّ حَديثَه،
أشهَى إليّ من البغِيضِ الباذِل
ليزلنَ عنكِ هوايّ، ثمَ يصلني،
وإذا هَوِيتُ، فما هوايَ بزائِل
صادت فؤادي -يا بثينَ- حِبالُكم،
يومَ الحَجونِ، وأخطأتكِ حبائلي
منّيتِني، فلوَيتِ ما منّيتِني،
وجعلتِ عاجلَ ما وعدتِ كآجلِ
وتثاقلتْ لماّ رأتْ كلفي بها،
أحببْ إليّ بذاكَ من متثاقلِ
وأطعتِ فيّ عواذلاً، فهجرتني،
وعصيتُ فيكِ، وقد جَهَدنَ، عواذلي
حاولنني لأبتَّ حبلَ وصالكم،
مني، ولستَ -وإن جهدنَ- بفاعلِ
فرددتهنّ، وقد سعينَ بهجركم،
لماّ سعينَ له، بأفوقَ ناصلِ
يَعْضَضْنَ، من غَيْظٍ عليّ، أنامِلاً،
ووددتُ لو يعضضنَ صمَّ جنادلِ
ويقلنَ إنكِ يا بثينَ، بخيلة ُ،
نفسي فداؤكِ من ضنينٍ باخلِ!
*قصد جميل مصر وافدًا على عبد العزيز بن مروان، بالفسطاط، فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل، فأقام قليلا ومات ودفن في مصر
ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنًا شديدًا , وأنشدت:
وإن ســلوي عــن جـميل لسـاعة مـن الدهـر مـا حانت ولا حان حينها
سـواء علينـا يا جميل بـن معمر إذا مـت بأســاء الحيــاة ولينهــا
الموضوعالأصلي : وفاء محب // المصدر :