تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فهذه كلمات مختصرة في آداب المشي إلى المساجد، كتبتها تذكرة لنفسي ولإخواني المسلمين، وقد قال الله عز وجل: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ، وسميتها:
المشي إلى المساجد: آداب وآثار
وأعني بالآثار: ما يترتب على التمسك بتلك الآداب من الأخلاق الجميلة والعوائد الجزيلة في الدنيا والآخرة.
وأسأل الله عز وجل أن يعم بها النفع، وأن يتقبلها بقبول حسن إنه سميع مجيب، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
لا يخفى عليك أخي المسلم أهمية المساجد وعظيم قدرها؛ إذ هي بيوت الله، التي قال فيها عز وجل: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [سورة النور: 36-38].
وقال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا [سورة الجن: 18].
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على فضل المساجد وعلوِّ مكانتها في الإسلام.
ومما يدل على أهميتها أيضًا أن رسول الله لما قدم المدينة مهاجرًا إليها كان أول عمل قام به هو بناء المسجد، وقد ورد عنه أحاديث كثيرة في أهمية المساجد والعناية بها يطول المقام بذكرها، منها قوله : «أحب البلاد إلى الله مساجده» رواه مسلم( )، وقوله : «من بنى مسجدًا لله تعالى بنى الله له بيتًا في الجنة» رواه مسلم( ).
فحري بك أخي المسلم أن تعرف للمساجد قدرها، وأن تعظمها حق تعظيمها، وذلك بعمارتها بذكر الله عز وجل، والتأدب فيها بالآداب الحميدة التي شرعها لنا رسول الله ، وحث على التمسك بها في المساجد عامة، ويدخل في ذلك دخولاً أوليًا الحرمان الشريفان: المسجد الحرام والمسجد النبوي الذين شرفهما الله عز وجل، وجعل فيهما من الفضائل والخصائص، ما لم يكن لغيرهما.
فعليك أخي المسلم، يا من يسر الله عز وجل لك الوصول إليهما، ووفقك الله للصلاة فيهما، أن تعرف لهما حقهما، وتحسن الأدب في رحابهما وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [سورة الحج: 32].
والآداب الآتي ذكرها منها ما ينبغي فعلها في المنزل؛ استعدادًا للخروج إلى المسجد، ومنها ما يتعلق بالمشي في الطريق إلى المسجد، ومنها ما يتعلق بدخول المسجد والمكث فيه، وإليك التفصيل:
الموضوعالأصلي : المشي إلى المساجد آداب وآثار // المصدر :