ملاحظة نضرا لطول الموضوع سيتم تجزأته الى ثلاثة اجزاءالطالبة المثالية إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد : فإن للطالبة المثـالية صفات تميزها وتجعلها جديـرة باستحقاق الرفـعة والأخلاق الطيـبة بين أقرانها .. وفي أسرتها .. وبين النـاس أجمعين .
وهذه الصفـات تتمثل جميعها في حسن تدبيرها لشؤونها الشـخصية وواجباتها المدرسية ، ومعاملتها مع أسرتها في بيتها .. ومع جلساتها ورفيقاتها .. ومع معلمـاتها في مؤسسة التعليم .
والنجاح الدراسي مرهون في النهـاية .. بامتلاك الطالبة لتلك الصفات وبحسب مثالية سلوكها وسدادها في الأمور يكون تفوقها سلوكياً ودراسياً .
**فكيف تكسب الطالبة تلك المثالية أولا : حسن الخلق
أختي الطالبة :
إن سر النجاح في العلاقات الاجتماعية يـُختزل في مفهوم واحد هو :
حسن الخلق ..
فهو مبدأ عام إذا اكتسبته في نفسك استطعت امتلاك القلوب ..
كل القلوب سواء وسطك الأسري ..
أو الدراسي ..
أو بين الرفيقات والأخوات .
والطالبة المثالية الجميلة أخلاقها ..
تتقن اكتـساب الآخرين ..
لأنها بخلقها الحسن تراعي حقوقهم فلا تهضمها ..
وتراعي مشاعرهم فلا تخدشها ..
بل تكون هيأتها وطلتها ولمستها وهمستها وحركاتها وسكناتها مقبولة محببة إلى النفوس ..
ترتاح لها ..
وتطمئن بها ..
كيف لا وخلقها الحسن قد كساها حلة من الخصال الجميلة التي يتنافس الناس في اكتسابها ..
ويعير الآخرون بحرمانها .
فالطالبة المثالية بتلك الصفات مصدر بهجة وارتياح ولذلك كان جزاء الخلق الحسن عظيماً عند الله .. كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق " وثقل حسن الخلق في الميزان يوم القيامة دليل على أنه من أنفع الإحسان الذي يبذله صاحبه للناس .. فهو لهم أنفع من المال ونحوه .
أخيه .. إن سدادك في معاملة النـاس سيوجب لك احتراماً عظيماً ينعكس طاقة وحيوية على نفسك مما يجعلك مؤهلة للنجاح بشكل كبير .
التحلي بالآدابوالأدب من مهمات الأمور الضرورية للطالبة الجادة ، فهو يجعلها أكثر قدرة على التواصل مع النـاس ، لاسيما معاملاتها ، ورفيقاتها في الطلب ، فإن أدب الكلام والصحبة والنظر والتعـامل عامة يجعل الأخت المسلمة مقبولة في وسطها التعليمي .. لأنه عنوان العقل .
كما قا الـشاعر :
وقد يصلح التأديب من كـان عاقلاً وإن لم يكن له عقل فلن ينفع الأدب
وقد قيل : العقل أمير ، والأدب وزير ، فإن لم يكن وزير ضعف الأمير ، وإن لم يكن أمير بطل الوزير .
والآداب التي ينبغي للأخت الطالبة التحلي بها هي من صميم الخلق الحسن .. فهي تشمل مراعاتها لحقوق رفيقاتها في المجالس والاجتماعات ، لا تغتاب ، ولا تهمز ، ولا تحقر ، ولا تمشي بالنميمة ، ولا تتدخل فيما لا يعنيها ، تخاطب لكن بوقار .. وتجادل لكن بالحسنى ، وتتحدث لكن دونما بذاءه وفحش ، فترحم الصغيرة ، وتوقر الكبيرة .. وتحفظ الأسرار .. فهي بأدبها الجم محط ثقة للجميع
ثـانياً : الالتزام بالدينفهو مفتاح الخير كله ..
وهو العنوان لكل طالبة مثالية ناجحة !
ليس في الدنيا فقط ،
وإنّما في الآخرة أيضاً .
أخيه .. هبي أنك حظيت بنجاح هائل .. وحصلت على الشهادات العليا والمناصب العظمى .. ودقت لتفوقك الطبول والهتافات .. فما عساه ينفعك ذلك يوم العرض على الله إن لم تكوني مستقيمة على دينك (
يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ) ، والقلب السليم لا يحتاج إلى شهادات ونجاح .. وإنما هو القلب الخاشع الخاضع لأمر الله ، المطمئن بذكره المستسلم لربه .
أي نجاح يذكر يوم توضع الصحف وتوزن الأعمال ؟!
( فمن يعمل مثال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً سره
الى الحلقة القادمة بإدن المولى
تحياتي.
الموضوعالأصلي : الطالبة المثالية // المصدر :