تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

(1) فضل علم الدين

قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم للصّحابيِّ أبي ذَر الغِفَاريّ: "يا أبا ذَرْ لأَنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلّمَ ءايةً من كتابِ اللهِ خيرٌ لكَ مِنْ أَنْ تُصَلّيَ

مائةَ ركعة، ولأنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلّمَ بابًا من العِلمِ خيرٌ لكَ من أنْ تُصَلِّيَ ألفَ ركعة" أي من النَوَافِلِ (السُّنن)، وهو حديثٌ

ثابتٌ حَسَنٌ رواهُ ابنُ ماجَه وغيره.

(106) حبّ الله وحبّ النّاس
جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ دُلّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلتُهُ أَحَبّنِي اللهُ وأَحَبّنِي النّاسُ ، فَقَال:"إزهَدْ في الدّنيا يُحِبّكَ اللهُ ، وٱزهَدْ فِيمَا عِندَ النّاسِ يُحِبّكَ النّاسُ" رَوَاهُ ابنُ مَاجَه.

أَرشَدَ النّبيّ السّائِلَ إلى تَرْكِ الدّنيا بالزّهْدِ فِيهَا ووَعَدَهُ عَلَى ذَلكَ حُبّ اللهِ أَيْ رِضَاهُ عَنْهُ ، وأَرشَدَهُ إلى الزّهدِ فِيمَا في أَيْدِي النّاسِ إنْ أَرَادَ مَحَبّةَ النّاسِ لَهُ فَإنّه ليس في أَيدِي النّاسِ شَىءٌ يَتَبَاغَضُونَ عَلَيهِ إلا الدّنيا.

(107) إحْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ
عن عَبدِ اللهِ بنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: كُنْتُ خَلْفَ النّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلّمَ يَوْمًا فَقَالَ: "يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: إحْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ ، إحْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ..." رَوَاهُ التِّرمِذِيّ.

ومَعْنَى (إحْفَظِ اللهَ) أَيْ كُنْ مُطِيعًا لِرَبِّكَ مُؤتَمِرًا بِأَوَامِرِهِ مُنْتَهِيًا عَنْ نَوَاهِيهِ، وقَولُهُ عَلَيهِ الصّلاةُ والسّلامُ (إحْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ) أي اعْمَلْ لَهُ بالطّاعَةِ فَإِنّكَ تَجِدُهُ تُجَاهَكَ في الشّدَائِدِ.

(108) إِنّهُ كَانَ لا يُؤمِنُ بِاللهِ ٱلعَظِيم
إنّ الكَافرَ هُوَ أَحْقَرُ المخْلُوقَاتِ عِندَ اللهِ لأنّهُ ضَيّعَ أَعْظَمَ حُقُوقِ للهِ عَلَى عِبَادِهِ وهُوَ الإيمانُ به وتَوحِيدُه تعالى ، وقَدْ تَوَعّدَ اللهُ الكَافِرَ بِأَشَدِّ العَذَابِ في الآخِرةِ وبالخُلُودِ الأَبَديِّ في نَارِ جَهَنّم.قال الله تعالى:

"وَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُوُل يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَـٰبِيَهْ. وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ. يَـٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلقَاضِيَة. مَآ أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطَـٰنِيَهْ. خُذُوهُ فَغُلّوه. ثُمّ ٱلجَحِيمَ صَلّوه. ثُمّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَٱسْلُكُوه. إِنّهُ كَانَ لا يُؤمِنُ بِاللهِ ٱلعَظِيم" [سورة الحَاقّة/25-33]

(109) إِنَّ الحَسناتِ يُذهِبنَ السيِّئاتِ
قَالَ اللهُ تَعالى: "إِنَّ الحَسناتِ يُذهِبنَ السيِّئاتِ" الآية [سورة هود/114].
جَاءَت أَحاديثُ صَحيحَةٌ عَن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ في شَرحِ مَعنى الآيةِ، فَمِن ذلِكَ ما رَواهُ مُسلِمٌ في الصّحيحِ أَنَّ نبيّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ قالَ: "أَيعجِزُ أَحَدُكُم أَن يَكْسِبَ في اليَومِ أَلفَ حَسَنَةٍ يُسَبِّحُ اللهَ تَعالى مائةَ تَسبيحةٍ فَيُكتَبُ لَهُ بهِنَ أَلفُ حَسَنَةٍ، ويُمحى عَنهُ بهِنَّ أَلفُ خَطيئةٍ" في هذا الحَديثِ بَيانُ أَنَّ الحَسَنَةَ الواحِدَةَ تَمحو عَشَرَةً مِنَ السيِّئاتِ، هذا أَقَلُّ ما يَكونُ وقَد تَمحو الحَسَنَةُ الواحِدَةُ أَكثَرَ مِن ذلِكَ مِنَ السيِّئاتِ ولم يُقَيِّدْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ هذِهِ السّيِئاتِ بِأَنَّها مِنَ الصغائِرِ، فَنَقولُ يجوزُ أَن يَمحُوَ اللهُ بِالحَسنَةِ مِنَ الحَسَناتِ بَعضَ الكَبائِرِ.

(110) تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتّى
قالَ اللهُ تَعَالى في وَصْفِ المُنافِقِينَ:"بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتّى ذَلِكَ بِأَنّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ"الآية [سورة الحشر/14]. بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ: أي عَدَاوَةُ بَعضِهِم لِبَعْضٍ. تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا: أي تَحسَبُهُم مُجتَمِعينَ على أَمْرٍ ورَأْيٍ. وَقُلُوبُهُمْ شَتّى: أي مُتَفَرِّقةٌ فأَهلُ البَاطِلِ مُختَلِفةٌ آرَاؤُهُم ، مُختَلِفةٌ شَهَادَتُهُم ، مُختَلِفةٌ أَهوَاؤُهُم وهم مُجتَمِعُونَ في عَدَاوةِ أهلِ الحقِّ.