' وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ '
|
خطبة العيد
|
خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1430 هـ |
خطبة عيد الأضحى لعام 1425هـ |
خطبة عيد الاضحى 1430 |
بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و على آله و صحبه اجمعين
والحمد
لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن
محمداً عبده ورسوله النبي محمد الأمين ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله
وأصحابه أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم
بمنك وكرمك وعظيم فضلك يا أكرم الأكرمين
أما بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لمَّا
كانت النفوس مجبولة على حُب الأعياد ومواسم الأفراح بما جعل الله في
القلوب من التشوُّق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره، لِمَا يجد فيه
الناس من الاجتماع والراحة واللذَّة والسرور ما هو معلوم، حتى بات معظَّمًا
لدى عموم الناس على اختلاف مِلَلِهِم لتعلُّق تلك الأغراض به، فقد جاءت
شريعة الإسلام بمشروعية عيدي الفطر والأضحى.
وشَرَعَ
الله فيهما من التوسعة وإظهار السرور ما تحتاجه النفوس، وهذا من رحمة الله
تعالى بهذه الأُمَّة المحمدية، خاصةً وأنهما عيدان مشروعان مباركان يحبهما
سبحانه، بخلاف أعياد الأمم الأخرى التي لم يشرعها الله، بل هي من جملة
مبتدعاتهم.
و لهذا فقد دلّ قوله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا " على اختصاص المسلمين بهذين العيدين
لا غير وأنه لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بالكفار والمشركين في شيء مما
يختص بأعيادهم ، لا من طعام ولا من لباس ، ولا إيقاد نيران ولا عبادة ولا
يمكّن الصبيان من اللعب في أعيادهم ، ولا إظهار الزينة ، ولا يسمح لصبيان
المسلمين بمشاركة الكفار في أعيادهم . وكل الأعياد الكفرية والبدعية محرمة
كعيد رأس السنة وعيد الجلاء وعيد الثورة وعيد الشجرة وعيد الجلوس وعيد
الميلاد وعيد الأم وعيد العمال وعيد النيل وعيد شم النسيم وعيد المعلم وعيد
المولد النبوي .
وأما
المسلمون فليس لهم إلا عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى لما جاء عَنْ أَنَسٍ
رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ
مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي
الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ . " سنن أبي داود 1134
وهذان العيدان هما من شعائر الله التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها .
أخواتي و أخواني المسلمين , فإن يومكم هذا يوم عظيم،
فهو عند بعض العلماء أفضل أيام الدنيا وأفضل من يوم عرفة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- :
(إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
فيوم القر هو يوم الاستقرار في منى، و هو اليوم الحادي عشر, أي: اليوم الأول من أيام التشريق التي يستقر فيها الحجيج ...
و يوم عيد الاضحى المبارك هو يوم الحج الأكبر؛ لأن أكثر أعمال الحج فيه، فالحجاج فيه يدفعون من مزدلفة إلى منى يرمون الجمرة الكبرى،
ثم يحلقون رؤوسهم، ويذبحون هديهم، ويطوفون طواف الإفاضة، ثم يدفعون إلى منى للاستقرار بها أيام التشريق
وهو يوم عيد المسلمين ومعه أيام التشريق التي قال الله -تعالى- عنها: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) (البقرة:203)، قال ابن عباس: "الأيام المعلومات هي العشرة، والأيام المعدودات هي أيام التشريق".
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ) (رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وصححه الألباني).
معشر المسلمين
إن الأمة الإسلامية تعيش في هذه
الأوقات أياماً شريفة، وليالٍ فاضلة، وأزمنة عامرة بذكر الله عز وجل وشكره
، وموسماً عظيماً من مواسم طاعة الله وعبادته.
هاهم حجاج بيت الله
الحرام قد وفدوا على مكة زرافات ووحدانا من شتى بقاع الأرض جواً وبحراً
وبراً يجسدون مشهداً رائعاً من مشاهد العبودية ، يستمطرون رحمة الله
ويستجلبون عفوه ومغفرته، ويسألونه من فضله، ويتوجهون إليه بالذكر والدعاء
والاستغفار والمناجاة، معترفين بالذل والعجز والفقر والمسكنة، صارفين كل
معاني العزة والقوة، والسلطان والغنى والعلو لله تعالى وحده لا شريك له .
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
فقد
أقبل علينا يوم عظيم من أيام الله، وهو خير أيام السنة عند الله، يوم
يشترك المسلمون جميعاً فيه بالفرح والسرور، يجتمعون على ذكر الله وتكبيره
والصلاة له ثم يذبحون عقب ذلك نسكهم، ويقربون قرابينهم بإراقة دماء
ضحاياهم، فيكون ذلك شكر منهم لهذه النعم.
و هذا العيد هو موسم فرح
وسرور، وأفراحنا – نحن المسلمين – وسرورنا في الدنيا إنما هو بخالقنا
ومولانا، إذا فزنا بإكمال الطاعة، وحزنا ثواب أعمالنا بفضل الله ومغفرته
كما قال تعالى:
" قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
يوم النحر هو يوم العيد، وهو يوم الحج الأكبر، وهو يوم الأذان ببراءة الله ورسوله من كل مشرك.
لهذا
يشرع لك اختي و اخي المسلم و نفسي اولا بالتكبير في هذه الأيام المباركات
بالتكبير المطلق في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام
التشريق، أما التكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة
الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق فساهم بإحياء هذه السنة
التي هجرت في هذه الأيام، وتكاد تُنسى حتى من أهل الخير والصلاح بخلاف ما
كان عليه السلف الصالح .
الموضوعالأصلي : عيدكم مبارك سعيد : عيــــد الأضحـــى المباركــــــ '' مستحباته و مكروهاته '' الله اكبر و لله الحمد // المصدر :