لقد حرص الإسلام على أن يحوط المسلم بمناعة تحفظ له كرامته وإنسانيته، وتحقق له سعادته واستقراره،
وتحول دون حرمته أن تهتك، وعرضه أن يهان، وشرفه أن يستباح.
ولهذا نظم الإسلام العظيم (الزواج) وفرض (الحجاب)، ليصون الفرد والأُسرة، ويحفظ المجتمع والدولة، من جنوح الشهوة،
وهياج الغريزة، من دون أن يسبب هذا الزواج أو الحجاب (أي عائق أو مشكلة) لتحصيل العلم، أو ممارسة العمل، أو أداء الالتزامات اليومية.
الغريزة الجنسية غريزة فطرية جامحة، لا يمكن كبتها أو الحيلولة دون الاستجابة إليها.
إلا أن إطلاق العنان لها، من غير تنظيم وتحديد، هبوط إلى أدنى مستويات الحيوانية.
فصارت (المسلمة المحجبة) ، ذات شخصية أكثر اتزاناً، وحشمة وجمالاً، من تلك التي تتبذّل،
وتبدي مفاتن جسمها، وتستهوي الشباب الطائش، وقد يعتدي عليها بجرائم (المعاكسة) أو (الاختطاف) أو نحو ذلك،
ويصيبها من الأذى ما لا قبل لها به، قال تعالى
{يَا أيُّها النبيُّ قُل لأزواجكَ وبناتكَ ونساءِ المؤمنينَ، يُدنينَ
عَليهِنَّ من جَلابِيبهنَّ، ذلكَ أدنى أن يُعرَفنَ فلا يُؤذَينَ وكانَ
اللهُ غفوُراً رَحيماً}الأحزاب/59
الحجاب صمود:
إن المرأة المحجبة تثبت عملياً أنها صامدة إزاء التيارات الوافدة، والانحرافات السلوكية، وتبرهن عملياً أنها تعتز بحرمة كرامتها،
وتغار على تماسك شخصيتها، وتلتزم بأحكام دينها، وتزدري بأساليب الإغراء والإغواء.
شروط الحجاب الشرعي :
فرض الله تعالى الحجاب على المرأة المسلمة تكريما لها ، و حفاظا على مكانتها السامية من أن تمس بسوء من الفساق و أشباه الرجال .
كما أن الحجاب يمنع من وقوع الرجال في فتنتهن ، و يحفظهن من الأذى المترتب على ذلك .
في الإسلام يجب على كل امرأة مسلمة أن تلبس الحجاب الشرعي أمام الرجال الأجانب ، و هم جميع الرجال باستثناء المحارم ، و هم :
1ـ الآباء
2 ـ الأجداد
3 ـ آباء الأزواج
4 ـ أبناء الأزواج
5 ـ أبنائهن
6 ـ الأخوة
7 ـ أبناء الأخوة
8 ـ أبناء الأخوات
9 ـ الأعمام
10 ـ الأخوال
11 ـ المحارم من الرضاع
وشروط الحجاب هي :
1 ـ أن يكون ساترا لجميع العورة
2 ـ ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار،
لقوله تعالى{ و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } النور :31
و معنى {ما ظهر منها} أي بدون قصد ولا تعمد
3 ـ أن يكون سميكا لا يشف ما تحته من الجسم ، لأن الغرض من الحجاب الستر ، فإن لم يكن ساترا لا يسمى حجابا لأن لا يمنع الرؤية
و لا يحجب النظر ، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم
( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ،
و لا يجدن ريحها و إن ريحها ليوجد من مسيرة 500سنة)
4 ـ أن يكون فضفاضا غير ضيق ولا يجسم العورة ولا يظهر أماكن الفتنة في الجسم وذلك للحديث السابق عن(الكاسيات العاريات)
5 ـ ألا يكون الثوب معطرا ،لأن فيه إثارة للرجال
6 ـ ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال ، أو مما يلبسه الرجال
للحديث الذي رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه( لعن النبي صلى الله
عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة ، و المرأة تلبس لبسة الرجل )
7 ـ ألا تشبه زي الراهبات من أهل الكتاب ، أو زي الكافرات و ذلك لأن الشريعة الإسلامية نهت عن التشبه بالكفار و أمرت بمخالفتهم
8 ـ ألا يكون ثوب شهرة ، لقول ? فيما
رواه ابن ماجه ( من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم
القيامة ) و ثوب الشهرة هو الثوب الذي يقصد بلبسه الاشتهار بين الناس
كالثوب النفيس الثمين الذي يلبسه صاحبه تفاخرا بالدنيا و زينتها
و هذا الشرط ينطبق على الرجال و النساء فمن لبس ثوب شهرة لحقه الوعيد إلا أن يتوب رجلا كان أو امرأة .
و لنتذكر أخيرا قول الله تعالى { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } النور : 63
صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم
منقوووووووول
الموضوعالأصلي : الزي الشرعي للمراة العاقلة ومسلمة حقا // المصدر :