جزيت خيرا الاخت ريحانة
َقوله: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}
[الهمزة: 1]، هو: الطَّعَّان العيَّاب.
كما قال: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} [القلم: 11]، وقال: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 58]، وقال: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 79]، والهمز أشد؛ لأن الهمز الدفع بشدة، ومنه الهمزة من الحروف، وهي نقرة في الحلق، ومنه: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [المؤمنون: 97]، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من هَمْزِه، ونفخه، ونفثه" وقال: (همزه: الموُتَةُ) وهي الصرع، فالهَمْزُ: مثل الطعن لفظًا ومعنى.
واللَّمْز: كالذم والعيب، وإنما ذم من يكثر الهمز، واللمز.
فإن الهُمُزَة واللُّمزَة: هو الذي يفعل ذلك كثيرًا، و[الهمزة]، و[اللمزة]: الذي يُفْعل ذلك به. كما في نظائره مثل الضحكة والضحكة، واللعبة واللعبة، وقوله: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ} [الهمزة: 2]، وصفه بالطعن في الناس، والعيب لهم، وبجمع المال وتعديده، وهذا نظير قوله: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} [النساء: 36-37]، فإن الهمزة اللمزة: يشبه المختال الفخور، والجمَّاع المحصي نظير البخيل، وكذلك نظيرهما قوله: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 11-13]، وصفه بالكبر والبخل، وكذلك قوله:{وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} [الليل: 8]، فهذه خمسة مواضع، وذلك ناشئ عن حب الشرف والمال، فإن محبة الشرف تحمل على انتقاص غيره بالهمز واللمز والفخر والخيلاء، ومحبة المال تحمل على البخل، وضد ذلك من أعطي فلم يبخل، واتقي فلم يهمز، ولم يلمز.
الموضوعالأصلي : همسة // المصدر :