تلاحظ الأم أن ابنها يكتب كلمات معينة بطريقة خاطئة، ومهما حاول تصحيحها، يعود لكتابتها بنفس الطريقة، وتلاحظ المعلمة أن تلميذة تقع في نفس المشكلة، بل إن هذه الطريقة الخاطئة في الكتابة تبقى مع الكثيرين حتى آخر العمر، وهذا النوع من الأخطاء لا حصر له في حياتنا، ومن قبيل ذلك (إنشاء الله، بدلاً من إن شاء الله)، (نرجوا، بدلاً من نرجو)، والخلط بين (ظ وض).
لكن هذه الدهشة من تكرار الأخطاء يمكن أن تزول، إذا تذكرنا أن بعض التربويين يطالبون المعلمين بأن يتركوا التلميذ يكتب الكلمة كيفما شاء، حتى لو كانت بصورة خاطئة، ويبررون ذلك بأن الطفل يحتاج إلى من يشجعه، لا من يؤنبه، حتى لا يفقد الرغبة في الكتابة، ويرون أن المطلوب في المرحلة الأولى هو أن يحاول الطفل أن يكتب حروف الكلمة، كما تسمعها أذنه، ويترجمها عقله، حيث يصبح أكثر إقبالاً على التعلم.
ولكن ألا يتذكر كل منا كيف تعلم كلمة للمرة الأولى في اللغة الإنجليزية بصورة خاطئة، فبقيت معه طوال العمر، فمن لم يتعلم مثلا كتابة كلمة (كفاية enough) بهذه الصورة، لا يمكن أن يكتبها من رأسه بصورة صحيحة.
المشكلة الثانية أن بعض المعلمين يطالب التلميذ، الذي كتب كلمة بصورة خاطئة، أن يعيد الخطأ في دفتر آخر، وبجانب الكلمة الخطأ، يكتب التصويب، ومعنى ذلك أن الطفل يكتب الكلمة بصورة خاطئة مرتين، ويكتبها بطريقة صحيحة مرة واحدة، وتكون النتيجة أن ترسخ في ذاكرته الطريقة التي استخدمها مرتين، وليست الطريقة التي استخدمها مرة واحدة في التصويب.
كذلك لا بد من طرح السؤال التالي: أليس من الأفضل أن تتوقف المعلمات والمعلمين عن وضع خط أحمر تحت الكلمة المكتوبة بطريقة خاطئة، فيتأثر التلميذ الصغير نفسيًا، وأن تستخدم بدلاً من ذلك أسلوبًا آخر، مثل أن تأتي بكتاب القراءة للصف الخامس، وتقول للتلميذ: "هيا نفتش عن طريقة كتابة هذه الكلمة في هذا الكتاب، المخصص للتلاميذ الكبار"، وتساعده حتى يجدها، ويعرف الطريقة الصحيحة، دون أن يشعر بالحرج، ويلتمس لنفسه العذر، لأنه لم يصل للصف الخامس بعد، ثم يقوم التلميذ بتصحيح الخطأ، بأن يكتب الكلمة مباشرة بصورة صحيحة، وبخط ضخم، وبلون مختلف، فتمحو من عقله الطريقة الخاطئة، ولنجرب هذه الطريقة (إن شاء الله).
الموضوعالأصلي : لماذا يكتب بعض الأطفال الكلمات بطريقة خاطئة؟ // المصدر :