مناسبتها:
يملّ الشاعر أحيانا قصائده فيعرض عنها محاولاً البحث عن جديد ينعشه و يوقظ
قريحته الشعرية و لا يتأتّى له ذلك إلا بالعودة إلى الواهب فيدعو خالقه
مستعينا به عسى أن تنشط براكين الشعر بعد خمودها و تتحرك العواطف بعد
جمودها فيقول مثل هذه الأبيات:
دعاء
إلهي يا عظيم الشأنِ أنتا
أعِنّي في حياتي كيفَ شئتا
و وفّقني لِما أسعى إليهِ
بخيرٍ منكَ يا رحمنُ يُؤتى
و أبعِدْ عنّيَ الوسواسَ دوماً
فلا أجني بهذا العيش سُحتا
و أمطِرْ رحمةً قلبي و هدياً
كما تسقي مياهُ الودْقِ نبتا
و أخمدْ في فؤادي كلّ نارٍ
من الأحقادِ تُذكي فيَّ مقْتا
يحلُّ مكانها الإيمانُ حتّى
ألاقي مُشرقاً محيايَ موْتا
فأصحبَ في ضريحي نورَ هدْيٍ
إلى أنْ يُبعثَ الثقلانِ بغْتا
لأمشي في صراطٍ مستقيمٍ
متى كان الرجوعُ إليكَ سمْتا
يُبلّغني جنانَ الخُلدِ جزياً
فأسكنَ من ربى الأنهار بيْتا
تقرّ العين فيه بصفوِ بالٍ
و تلفظ عن لساني الشكرَ صمْتا
فيا ربّ استجبْ منّي دعاءً
نقشتُ اللفظ في مبهاه نحْتا
أنادي كلّما اشتعلتْ حروفي
و منّي ترضعُ الغيْماتُ صوتا.
الموضوعالأصلي : دعاء /// للشاعر الجزائري: بغداد سايح // المصدر :