أهلا وسهلا بك إلى منتديات طيبة الجزائرية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

منتديات طيبة الجزائرية :: ¨‘°?O المنتديات الدينية O?°‘¨ :: المنتـــــــدى الإسلامي العام

شاطر

حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالإثنين 4 فبراير 2013 - 19:09
المشاركة رقم:
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات

c.ronaldo

إحصائيةالعضو

مُساهمةموضوع: حكم المحاماة في الإسلام


حكم المحاماة في الإسلام


هناك
من المسلمين من يعمل في المحاماة، الشخص الذي يعمل محامياً أحياناً يدافع
عن الظالم ويعرف أنه ظالم، وإذا سألته لماذا تدافع عن الظالم؟ يقول: هذه
مهنتي!! والسؤال المطروح هو: هل في الإسلام محاماة، وما هو حكم الإسلام في
المحاماة والمحامين؟

بسم
الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله
وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالمحاماة لها خطر عظيم، وهي وكالة في
المخاصمة عن الشخص الموكِّل، فإن كان الوكيل وهو المحامي يتحرى الحق ويطلب
الحق ويحرص على إيصال الحق إلى مستحقه ولا يحمله كونه محامياًَ على نصر
الظالم وعلى التلبيس على الحكام والقضاة ونحوهم فإنه لا حرج عليه؛ لأنه
وكيل، أما إذا كانت المحاماة تجره إلى نصر الظالم وإعانته على المظلوم أو
على تلبيس الدعوى أو على طلب شهود الزور أو ما أشبه ذلك من الباطل فهي
محرمة وصاحبها داخل في عداد المعينين على الإثم والعدوان، وقد صح عن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوما).
قالوا: يا رسول الله! نصرته مظلوما فيكف أنصره ظالما؟ قال: (تجزه عن الظلم)
يعني تمنعه من الظلم (فذلك نصرك إياه)، فهذا هو نصر الظالم أن يمنع من
الظلم وأن لا يعان على الظلم، فإذا كان المحامي يعينه على الظلم فهو شريك
له في الإثم وعمله منكر وهو متعرض لغضب الله وعقابه، نسأل الله العافية،
وهكذا كل وكيل وإن لم يسمَّ محاميا ولو سمي وكيلاًَ إذا كان يعين موكله على
الظلم والعدوان وعلى أخذ حق الناس بالباطل فهو شريك له في الإثم وهو ظالم
مثل صاحبه، نسأل الله للجميع العافية والهداية والسلامة. يقول مقدم
البرنامج: كأني بسماحة الشيخ ينصح بعدم الاشتغال بهذه المهنة؟ ج/ نعم،
أنصح بعدم الاشتغال بها إلا لمن وثق من نفسه بأنه يتحرى الشرع ويعين على
تحقيق الشرع وينصر المظلوم ولا يعين الظالم، أما إذا كانت نفسه تميل إلى
أخذ المال بحق وبغير حق وإلى مناصرة من وكله وجعله محامياً عنه هذا لا يجوز
له، بل يجب الحذر.

وهذا الملف الصوتي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الشيخ بن باز رحمه الله

المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]





 الموضوعالأصلي : حكم المحاماة في الإسلام // المصدر : منتديات طيبة الجزائرية // الكاتب:c.ronaldo


توقيع : c.ronaldo





حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالإثنين 4 فبراير 2013 - 19:10
المشاركة رقم:
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات

c.ronaldo

إحصائيةالعضو

مُساهمةموضوع: رد: حكم المحاماة في الإسلام


حكم المحاماة في الإسلام


السؤال:
تخرجت من كلية الحقوق وأريد أن أعمل محامياً؛ فهل هذه المهنة حرام؟

الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد:

فإن الأصل أن المسلم لا يحكم ولا يتحاكم إلا بما أنزل الله تعالى؛
لقول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ
بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
}
[المائدة:44] وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ
إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا
إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً
}
[النساء:60].

وقد اختلف أهل العلم في العمل بمهنة المحاماة في ظل تحكيم القوانين
الوضعية على قولين:

القول الأول: المنع بإطلاق، وهو قول العلامة أحمد محمد شاكر في كتابه
الماتع "عمدة التفاسير".

القول الثاني: الجواز - وهو الراجح - اعتباراً للحاجة الملِحَّة
وتحقيقاً للمصلحة، وإعمالاً لقاعدة الضرورة، واستيفاء للحقوق،
واستخلاصاً للمظالم عند انعدام البديل من المحاكم الشرعية، فالمبرر
الوحيد الذي يجيز للمسلم الاشتغال بهذه المهنة في ظل القوانين
الوضعية، هو العمل على نصرة المظلوم، والقيام بمصالح المسلمين، ودفع
الظلم عنهم أو تخفيفه، حسب الإمكان، ويُشتَرَط تحقيق بعض المصالح أو
دفع بعض المفاسد.

ويجب على المحامي أن يتحرى الحق، ويتجنب الكذب؛ فينظر في القضايا
ويتأملها، فإن رأى أن الحق مع موكله، دافع عنه وانتصر للحق، وإن رأى
أن الحق عليه، لزِمَه بيان ذلك له، ونصحه بترك الدعوى ورد الحقوق إلى
أهلها، ولا يتوكل عنه.

فالواجب عليه ابتداء؛ مراعاة حكم الشرع في أصل القضية؛ فلا يترافع إلا
إذا علم مشروعية الدعوى ومضمونها، كما لا يجوز له الدفاع عن موكله في
أمر يعلم بطلانه؛ كالدفاع عن اللصوص وتجار المخدرات، وكذلك لا يجوز له
المطالبة لموكِّله بحق ليس له، وفي جميع الأحوال يجب عليه بيان الحق
وقول الصدق، وهذا القول نصره محمد رشيد رضا في (تفسير المنار).

وقد سئلت "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية" عن
ممارسة مهنة المحاماة لطلب الرزق في ظل القانون الوضعي فأجابت:

"إذا كان في الاشتغال بالمحاماة أو القضاء إحقاق للحق وإبطال للباطل
شرعاً، ورد الحقوق إلى أربابها، ونصر للمظلوم فهو مشروع؛ لما في ذلك
من التعاون إلى البر والتقوى، وإلا فلا يجوز؛ لما فيه من التعاون على
الإثم والعدوان؛ قال الله تعالى: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
}
[المائدة:2]"،، والله أعلم.

المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




 الموضوعالأصلي : حكم المحاماة في الإسلام // المصدر : منتديات طيبة الجزائرية // الكاتب:c.ronaldo


توقيع : c.ronaldo





حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالإثنين 4 فبراير 2013 - 19:11
المشاركة رقم:
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات

c.ronaldo

إحصائيةالعضو

مُساهمةموضوع: رد: حكم المحاماة في الإسلام


حكم المحاماة في الإسلام


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم
سؤال : شيخي الفاضل
أنا شاب من (......) وخريج كلية الحقوق ولعلمكم فإن أغلب القوانين في بلدي
وضعية لا صلة لها بما أمر الله ورسوله إلا في قوانين المواريث وبعض العقود
.
فما حكم عملي لدى محامٍ كمساعد إداري أي يحضر ملفات القضايا وأحملها إلى
المحاكم لتوثيقها ؟

الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد
فإنَّ هذا الموضوع من الموضوعات التي تنطلق من ثوابت عقدية ، وتحكمها أصول
فقهية عملية ، وهي مما عمّت به البلوى في التعاملات الواقعية ، ومن ثم ظهر
فيه الإشكال وكثر عنه السؤال .
وحيث إنَّ المسألة لها صور كثيرة ، والسائلون عنها من ذوي الثقافة
القانونية والفقهية ، فلعلّ من المستحسن أن ينطلق الجواب على السؤال من ذكر
الأصول والأحوال ، التي ينبغي النظر إليها في مثل هذه الحال وربط جزئيات
المسألة بها .

فأولاً : من المتقرِّر في العقيدة الإسلامية
: أنَّ الشرع الذي يجب تطبيقه في بلاد المسلمين وبين المسلمين في غير
بلادهم ، هو شريعة الله تعالى ، التي خدمها بيانا وتوضيحا وتفريعا العلماءُ
الربانيون من أهل الإسلام . وأنه لا يحلّ الحكم بقانون وضعي مخالف لشريعة
الله تعالى ؛ فلا يشرِّع للخلق إلا من خلقهم ، وهذا ما يجب أن يكون ( ألا
له الخلق والأمر ) . وهو أمر لا يستدعي الإطالة فيه لظهوره ولله الحمد
والمنّة ، وما هذا السؤال إلا فرع عن العلم به وصحة الاعتقاد فيه .
ومن ثمّ فإنَّ ما ابتليت به عامّة الشعوب المسلمة في حاضر العالم الإسلامي
اليوم وغيره ، من إلزامها بالتحاكم إلى قوانين مستوردة أو موضوعة على غير
هدى من الله ؛ إنَّما هو إلزام للأمة بغير شرع ربِّها ؛ وإن بقيت موضوعات
محدَّدة كقوانين الأحوال الشخصية التي أشرتَ إليها في سؤالك على ما قرّره
فقهاء الإسلام أو بعضهم ، فإنَّها لم تسلم أيضاً من امتداد القانون الوضعي
إليها ، بخلفياته الفكرية التغريبية المقيتة ، كإباحة اتخاذ الأخدان ، مع
منع التعدد ، وجعل الطلاق في يد المرأة ، ومناصفتها للرجل في ماله في بعض
بلاد المسلمين .

وثانياً : من المتقرِّر عند من يُسمّون
بالحقوقيين ، أنَّ مجال المحاماة ليس مقصوراً على الوكالة في الخصومة
ومساعدة الخصوم على تجهيز دفاعهم والترافع عنهم فحسب ؛ فمجالات المحاماة
بإجمالٍ تشمل : المشورة القانونية ، والنصيحة للرعية ، والصلح بين النَّاس
، ودفع مظالم السلطات العامّة ، والإنهاءات ، وصياغة العقود ، والمشاركة في
وضع مشروعات النظم واللوائح وسنّ القوانين ، والطعن في الأحكام الظالمة
لتصحيحها دستوريا ، وغير ذلك من المجالات المعروفة لدى أهل الشأن ، مما لا
يخفى على السائل وفقه الله .
ومع أنَّ الأصل في القوانين الوضعية منع وضعها ومنع إلزام الناّس بالتحاكم
إليها على ما تم تقريره في الفقرة السابقة ، إلا أنَّ القوانين الوضعية
العقلية ، لا تخلو من موافقة للشرع أو عدم مخالفة له ؛ وهذا يشمل ما كان
مصدره الشرع من حيث الأصل ، كقوانين الأحوال الشخصية ، أو كان الشرع مصدراً
له عند عدم النص ، أو لم ينظر عند تقنينه أو الحكم به إلى الشرع ، لكنه ليس
مخالفاً لحكم الشرع ، أو كان موافقاً لرأي فقهي سائغ ، جرى عليه العمل في
بلد من بلاد المسلمين ، أو كان مما يندرج تحت قاعدة شرعية توافق معها
القانون فيه ، كعدد من صور العقود التي تعتمد قاعدة القانونيين : ( العقد
شريعة المتعاقدين ) إذا كانت قد وقعت على صورة صحيحة شرعاً ، وهكذا بقية
فروع القانون لا تخلو من حق ، وإن اختلف ذلك من حيث القلة كما في القوانين
الجنائية والجزائية أو كثرة كما في القوانين المدنية و الإدارية .

وثالثاً : أنَّ كلَّ ما وافق شرع الله جلّ
وعلا فهو منه ، وكذلك كلّ ما لم يخالف شرع الله تعالى فهو منه ؛ فالمشروع
بالنصِّ أو موافقة التقعيد الإسلامي الصحيح ، لا يجوز نفي مشروعيته ، ولو
كان في صيغة قانون وضعي أو حكم وضعي ، وهذا من خصائص الشريعة الإسلامية
المنبثقة عن شمولها وسموها ومرونتها وصلاحها لكل عصر ومصر وحال ؛ فالقوانين
الوضعيـة ، منها ما يكون مندرجاً تحت ما يعرف بالسياسة العقلية ؛ وهي سياسة
لا تخلو من حق ، سواء كانت في صيغة تقنينٍ محرّرٍ لا يخالف قانون العدل
الإسلامي المتمثِّل في الشريعة الإسلامية ، أو كانت في شكلٍ منظّمٍ لا
تأباه أصول الشريعة وقواعدها ؛ وما كان كذلك ، فإنَّه مندرج في الشريعة ،
وإنْ حرّره أو تفوَّه به من ليس من أهلها ؛ فالسياسة العادلة من الشريعة ،
وإن صدرت من غير المسلمين ؛ فهي من جهة المشروعية معتبرة ؛ ومن ثم تكون
مجالاً قابلاً للإفادة منه فيما يحقق العدل الإسلامي .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " السياسة نوعان : سياسة ظالمة ، فالشريعة
تحرمها ؛ وسياسة عادلة تخرج الحق من الظالم الفاجر ؛ فهي من الشريعة ،
عَلِمَها من عَلِمَها وجَهِلَها من جَهِلَها " ( الطرق الحكمية : 5 ) . و
قال : " لا نقول : إن السياسة العادلة ليست مخالفة للشريعة الكاملة ، بل هي
جزء من أجزائها وباب من أبوابها ، وتسميتها سياسة أمر اصطلاحي ، وإلا فإذا
كانت عدلاً فهي من الشرع " ( إعلام الموقعين : 4/373 ) .
وعليه ؛ فإنَّ ما وافق الشريعة من القوانين الوضعية وكذلك ما لم يخالف
شريعة الله تعالى من نصوص أو قواعد فهو منها عند التحقيق ، لا ينبغي الوقوف
منه ذات الموقف مما خالف شريعة الله عز وجل ، وإن لم يكن مأخذه عند واضعه
مأخذاً شرعياً ؛ وعليه فإنَّ للمحامي ومن يعاونه : أن ينوب في الخصومة
ويعمل في غيرها من أعمال المحاماة التي لا مخالفة فيها للشرع ، وإن كان
موضوع الخصومة مقنناً بمعزل عن مراعاة موافقته للشريعة أو عدم مخالفته لها
- ما دام أن المضمون لا يخالف الشرع .

ورابعاً : أنَّ التنازع بين النَّاس أمر واقع
لا محالة ، ولم يخل منه عصر أو مصر ، ولو تَرك أهل الحقوق حقوقهم للظلمة أو
الجهلة ؛ عجزاً عن استيفائها أو استردادها ، لوقع الناس في هرج ومرج . ومن
ثم فلا بد من فصلٍ في التنازع ؛ فيلجأ الناس ضرورة للتحاكم إلى القوانين
الوضعية ، إذا لم يكن لهم خيار لهم سواها . فكان النّاس ما بين طالب يدّعي
إليها أو مطلوب يُدّعى عليه أمامها .
ولا شكّ أنَّ وجود حكم ما ، يحفظ قدراً من العدالة ويرد لهم حقوقهم أو
بعضها ، أقلُّ ضرراً على النّاس من بقائهم فوضى دون حكم .
ومن ثمّ فلا حرج على المحامي المسلم المستقيم ، أن يستلم قضية خصومة لا
يعرف مدى مشروعيتها بداية ، ولا حرج على غيره في إعانته على ذلك ، بشرط أن
يتوقف عملهما فيها على نتيجة دراستها ، فإذا تبيّنت حقيقتها ؛ فإن كانت
مشروعة لزمه المضي في القضية إن كانت بعوضٍ ، وإن كانت غير مشروعة توقف عند
نتيجة دراستها ، وحرم عليه وعلى معاونيه المضي فيها مع علمهم أنَّها مبطلة
، ويحق له أن يتقاضى عوضاً عن دراسة القضية فقط إذا اقتضاه العرف أو اشترطه
.

وخامساً : أنَّ من عمل في وظيفة فيها ظلم من
أجل رفع الظلم أو تخفيفه عن النّاس ، فلا حرج عليه ، ولو اقتضى منه ذلك
إبقاء شيء من الظلم الأخف ، ما دام قصده دفع الظلم الأشد ولا طريق إلى
تخفيفه إلا بذلك ؛ لأنَّه حينئذٍ يكون معيناً للمظلوم على رفع الظلم أو
تخفيفه عنه ، وليس معيناً للظالم على ظلمه .
وهذه من أعظم قواعد السياسة الشرعية التي حرّرها المحققون من علماء الإسلام
، ومنهم أبو العباس ابن تيمية رحمه الله إذ يقرِّر أنَّ : " المعين على
الإثم والعدوان ، من أعان الظالم على ظلمه . أمّا من أعان المظلوم على
تخفيف الظلم عنه ، أو على أداء المظلمة ، فهو وكيل المظلوم ، لا وكيل
الظالم " ( التعليق على السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية [ المتن ]
: 149 ) . وهي قاعدة شرعية من دقائق الاستنباط من قواعد المقاصد ، وهي
مقتضى العقل الصحيح ، ولذلك يرتضي المظلومُ وقوع هذا التصرف ويشكر فاعله
متنازلا عن مطالبته بشيء مما نقصه ، لكونه قد أحسن إليه بإعانته في استرداد
بعض حقه .

ومن رحمة الله بخلقه أنَّ لصاحب الحق أن يأخذ حقَّه ، ولو بالظفر به ، كما
أنَّ له أن يأخذ بعض حقه إن لم يستطع أخذه كلّه ، وهذا الحق قد يكون أمراً
يطلبه من غيره ، أو آخر يدفعه عن نفسه .

وسادساً : أنَّ حكم المحاماة والإعانة عليها
يتعلق بأمرين رأيسين : أولهما : مشروعية موضوع المحاماة أو عدمها .
وثانيهما : مشروعية الحكم المنتظر فيه أو عدمها . وهذان الأمران يتطلبان
فقهاً شرعياً بالواقعة . فإذا وجد ذلك فلا حرج في امتهان المحاماة أو
الإعانة عليها فيما لا محظور فيه .
فإذا كان موضوع المحاماة أو الخصومة مشروعاً ، كطلب استيفاء حقٍ مالي مشروع
أو دفع دعوى باطلة ، فلا حرج في امتهان المحاماة فيها ، وقد يؤجر على ذلك
إذا كان صاحب الحق ضعيفا لا يقدر على الدفاع عن نفسه أو تحصيل حق ، ومما
يدل لذلك قول الله عز وجل : ( فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ
سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ
وَلِيُّهُ بِالْعَدْل ) ، و مفهوم قول الله عز وجل : ( وَلا تَكُنْ
لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً ) ، إذ يفيد أن الخصومة لغير الخائنين ليست محلاً
للنهي ، وما ليس محلّ نهي فهو جائز ، كما أنَّ الأصل في الشريعة الإسلامية
: جواز التعاون على ما كان برَّاً ، ، كما في قول الله سبحانه : (
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) وردّ الحقوق إلى أصحابها ،
ودفع الظلم عن المظلومين مجال من مجالات البرّ والتقوى لمن أخلص وعلم فعمل
.

وإن كان موضوع المحاماة والخصومة غير مشروع ، كالمطالبة بفوائد ربوية ، أو
توثيق عقارٍ مغتصبٍ ، وصياغة عقد استيراد بضائع محرّمة شرعاً ، أو كانت
البيِّنات والحجج باطلة ، أو الوثائق المستند إليها مزورة ، لم يجز له
المضي فيها ؛ لجملة من الأدلة ، منها قول الله عز وجل : ( وَلا تَكُنْ
لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً ) ، والأصل في الشريعة الإسلامية : منع التعاون
على ما كان إثماً ، كما في قول الله عز وجل : ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ ) .

وسابعاً : أنَّ مشروعية إقامة العدل في
الجملة ، لا تتوقف على وجود حكم إسلامي المضمون والإجراء ، ولا العيش في
ظله بالضرورة ؛ فإنَّ العدالة حق مستَحَق ؛ فالترافع أمام المحاكم التي
تحكم بالقوانين الوضعية لأخذ الحق ودفع الظلم في المجتمعات الإسلامية
وغيرها ، أمر لا حرج فيه على المظلوم ولا على المحامي الذي ينوب عنه في دفع
الظلم ؛ لأنَّه لا سبيل له إلى تحصيل حقِّه إلا بذلك ، وإنما الإثم والوزر
على من قرّر الحكم بالقوانين الوضعية ، وألزم الناس بالحكم بها والتحاكم
إليها ، وعلى من استند إلى تلك القوانين في إقرار ظلم أو دفعٍ عن مبطِل .


كما أنَّ مجالات المحاماة مجالات واسعة ، ومنافذ إصلاح سلميّ شرعي متقدِّمة
، ومنها ما قد يرقى إلى درجة الوجوب على من تعيّن عليه التغيير برؤية
المنكر وقدرته على تغييره بالوسائل المتاحة . وكون المحاماة وسيلة تغيير
سلمي فاعلة ، أمر تفطن له أعداؤنا من اليهود ، وأكّدوا أهميته ونصّوا على
ذلك فيما يعرف ببروتوكولات حكماء صهيون !
والواقع يؤكِّده ، فالمحامي حين يصوغ عقداً من العقود صياغة شرعية ، مفيداً
من قاعدة القانون في العقود ( العقد شريعة المتعاقدين ) فإنَّه يساهم في
تصحيح عقود النَّاس وتوجيههم للصيغ المشروعة ، وتحذيرهم من غيرها ، فلا
يعقد إلا عقدا مشروعا ، ولا يصوغ إلا صياغة شرعية ، وإذا ما وقعت خصومة فيه
كان مدافعا عن عقد مشروع .
وكذلك ما نلمسه من أثر قوي للمحامين الأمناء في المساهمة في إلغاء أو تعديل
بعض القوانين الجائرة ، وفي نصرة المظلومين من المستضعفين ، وفي تحقيق
مطالب شعبية إسلامية بطرق سلمية باقية نافعة .

ومن ثمّ فقد يكون في ترك هذه المهنة من أهل العلم بها والخير والصلاح ، ترك
لمجال تعيّن عليهم الإصلاح فيه و به ، فرادى كانوا أو جماعات من خلال
نقابات المحامين مثلا ، ولا سيما أنَّ رفع المظالم عن النّاس يتطلب وجود
محامين أمناء على علم بالشرع ودراية بالواقع .

وخلاصة القول : أنَّ حكم عملك لدى محامٍ
كمساعد إداري ، يحضِّر ملفات القضايا ويحملها إلى المحاكم لتوثيقها ، يرتبط
بحكم ما تحضِّره وتوثّقه ؛ فإن كان مشروعاً في الشريعة الإسلامية فعملك
مشروع ، وإن كان ما تحضِّره وتوثّقه مما ليس مشروعاً في الشريعة الإسلامية
، وسعيك فيه يقرِّر مشروعيته ، فإنَّه لا يجوز لك العمل فيه ، وإن كان
صحيحاً من الناحية القانونية .
وليكن معيار عملك قول الله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ
وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ، وقول النبي صلى الله عليه
وآله وسلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) .

ولعلّ مما يعينك على ذلك العمل مع محامٍ أمين صالح ، ذي علم بالشريعة
ومراعاة لأحكامها إن وجد ، أو مع ذي فقه بالقوة ، أي قادرٍ على بحث ما يشكل
عليه شرعيته من المسائل ، أو أن تتعاقد مع من تعمل معه على أنواع معينة من
الأعمال والقضايا التي لا يتعارض العمل فيها مع الشريعة الإسلامية .
وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه .
هذا ما تيسر بيانه ، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى
آله .

المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




 الموضوعالأصلي : حكم المحاماة في الإسلام // المصدر : منتديات طيبة الجزائرية // الكاتب:c.ronaldo


توقيع : c.ronaldo





حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالإثنين 4 فبراير 2013 - 19:24
المشاركة رقم:
مشرف قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية و الحديث ونصرة المصطفى
 مشرف قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية و الحديث ونصرة المصطفى

أبو الفداء

إحصائيةالعضو

مُساهمةموضوع: رد: حكم المحاماة في الإسلام


حكم المحاماة في الإسلام


ماشاء الله بارك الله فيك




 الموضوعالأصلي : حكم المحاماة في الإسلام // المصدر : منتديات طيبة الجزائرية // الكاتب:أبو الفداء


توقيع : أبو الفداء





حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالإثنين 4 فبراير 2013 - 19:48
المشاركة رقم:
عضو vip
عضو vip

أريج الجنة

إحصائيةالعضو

مُساهمةموضوع: رد: حكم المحاماة في الإسلام


حكم المحاماة في الإسلام


بارك الله فيك أخي الكريم




 الموضوعالأصلي : حكم المحاماة في الإسلام // المصدر : منتديات طيبة الجزائرية // الكاتب:أريج الجنة


توقيع : أريج الجنة








الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 (الأعضاء 1 والزوار 3)



حكم المحاماة في الإسلام  Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع الأخيرة
» وداعا للاحتكار برنامج لتسهيل التحويل بين الاجهزة للمعالج al3606
حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالأربعاء 4 يناير 2023 - 16:55 من طرف salim_khelil

»  برنامج تسيير متربصي مراكز التكوين المهني
حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالإثنين 21 نوفمبر 2022 - 20:01 من طرف angedenuit21

»  ما معنى الوديعة
حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالسبت 1 أكتوبر 2022 - 12:06 من طرف c.ronaldo

» موقع يحتوي على العديد من الملفات المفتوحة بصيغة apz Autoplay media studio 8
حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالأربعاء 8 ديسمبر 2021 - 18:10 من طرف abed1

» دفتر الشروط الادارية العامة C C A G
حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالخميس 4 يونيو 2020 - 10:06 من طرف krm_176

» تمارين تقويم تشخيصي رياضيات السنة الثانية متوسط
حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالثلاثاء 19 مايو 2020 - 10:21 من طرف HOUWIROU

» كتاب تعليم الانجليزية للسنة الثانية متوسط Me and My Travels
حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالثلاثاء 19 مايو 2020 - 9:05 من طرف HOUWIROU

» كتاب العلوم الفيزيائية و التكنولوجيا لمستوى السنة 2 متوسط الجيل الثاني
حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالثلاثاء 19 مايو 2020 - 8:55 من طرف HOUWIROU

» تمارين محلولة (المادة و تحولاتها) من كتاب النجاح - للسنة الثانية متوسط
حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالثلاثاء 19 مايو 2020 - 8:50 من طرف HOUWIROU

» التحدي في العلوم الطبيعية، ملخصات، تمارين، وضعيات للسنة الثانية متوسط
حكم المحاماة في الإسلام  Emptyالثلاثاء 19 مايو 2020 - 8:42 من طرف HOUWIROU

غير مسجل
أنت غير مسجل فى منتديات طيبة الجزائرية . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

DMCA.com Protection Status

سحابة الكلمات الدلالية
المستثمر البريدية القرض الشابا الثاني حقوق التسجيل السياقة دفع مخزون البنكي Robert للحصول Petit مسابقة شروط ansej كيفية عند تنفيذ الجيل الحوالة مكملة قبول صيانة رخصة