بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني أخواتي زملائي وزميلاتي الأعزاء..
أسعد الله أوقاتكم،،
يعتبر التصوير الضوئي اليوم واحدا من أهم الفنون ، وبدأ منذ زمن طويل في تشكيل قاسما مشتركا
مع العديد من التخصصات إن لم تكن جميعها، فالتصوير الضوئي هو العامل المساعد على تحقيق
أهداف العديد من المهن والوظائف والتخصصات ، ويلعب دورا فاعلا في كشف الحقائق والإثباتات
والوصول الى الدلائل .. باختصار شديد يعتبر التصوير الضوئي في عصرنا هذا الحل الأمثل لتحقيق
الغايات وايصال الرسائل والرؤى والأفكار.. ويعتبر التصوير سلاحا ذو حدين، فإما ان تحسن استخدامه
بمحافظتك على أخلاقياته ، وإما ان تسيء استخدامه فيذهب بك الى مالا تحمد عقباه.. نسأل الله ان ينفعنا
بهذا العلم ونسخره في خدمة مجتمعاتنا واوطاننا..
ولكي نصل إلى الأهداف النبيله من هذا الفن ، ينبغي علينا الإلمام به وبتقنياته وأساسياته ، حتى يصبح
إستخدامنا له مبني على أسس صحيحه وعلميه مدروسه ، ولا ينبغي أن نعتمد على الصدف عند ممارسته..
إن التطور التكنولوجي في هذا الجانب آخذ في الإزدياد والتسارع نحو تهيئة الظروف المناسبة والملائمة
والمريحة ‘ فبدأت تظهر منذ فتره الكاميرات المطوره والمزودة بمستشعرات الضوء الحساسه وبالبرمجة
الآلية للأوضاع السليمة والمناسبة لإلتقاط المشاهد دون أن تترك العناء للمستخدم أو حتى مجرد التفكير
والإبداع في خلق وتكوين صورة نابعه من وعي وإدراك وفهم لجوانب التهيئة اليدويه ، وبعد إن كانت
الكاميرات قديما يدوية يلعب جانب العلم في التعامل معها أمرا أساسيا ، أصبحت الآن تتوفر وتدار آليا دون
أدنى دراية من مستخدمها بمكوناتها ووظائفها الأساسية..
سأحاول جاهدا وقدر استطاعتي وإلمامي بأمور التصوير الضوئي أن اسلط الأضواء على أهم تقنيات التصوير
الضوئي، معتمداً على بعض المصادر والمراجع، راجيا تفاعلكم وإضافاتكم لما قد تحتويه تلك المواضيع من نقص
او قصور ، وذلك لتحقيق الهدف من عرضها وهي الإستفادة لكافة الأعضاء، بإذن الله
الحسن ابن الهيثم :
يعود الفضل لإكتشاف علم البصريات ، بعدالله سبحانه وتعالى، إلى العالم الإسلامي،( الحسن ابن الهيثم) ،
الذي نسف نظرية ( بطليموس) عندما زعم الأخير أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين
إلى الجسم المرئي، وقد تبنى العلماء اللاحقون هذه النظرية، ولكن ابن الهيثم صحح المفاهيم وأثبت في كتابة
" المناظر" أن الرؤية تتم بواسطة الأشعه التي تنبعث من الجسم المرئي باتجاه عين البصر، وهو الذي أوجد أول
جهاز لتكوين الصورة كانت عبارة عن حجرة مظلمهCamera obcura وهي عباره عن علبة مظلمه بها ثقب
صغير.. ثم توالت بعده الإكتشافات والأختراعات الحديثة التي وصلت بالكاميرا الى المستوى الرقمي..
تقنيات التصوير الضوئي :
سنبدأ اليوم بالتعرض لتقنية من تقنيات التصوير الضوئي وهي " سرعة الغالق أو الحاجب " Shutter speed ،
أما باقي التقنيات فسنستعرضها في المرات
القادمه إن شاء الله.
سرعة الغالق أو الحاجب " Shutter speed ( للمبتدئين )
مالمقصود بسرعة الغالق Shutter speed ؟
ببساطة شديدة ، هو عبارة عن حاجب يتحكم في نفاذ الضوء الى الفيلم بمقدار محدد من الزمن.
تتوفر كاميرات بسرعات غالق عاليه جدا تصل الى أكثر من sec 1/12000 ، فسرعة الغالق
Sec 1/1000 مثلا، تعني أن زر الحاجب يظل مفتوحا فقط في لحظه قصيره جدا ( أسرع من لمح
البصر) ، أما سرعة الغالق sec 1/30 أو sec 1/2 فتعتبر سرعة بطيئه وتعني أن زر الحاجب
يظل مفتوحا افترة أطول نسبيا أي عكس سرعة الغالق العالية..
إن تلك الأرقم تعني ( sec 1/1000 ) أن سرعة الفلم في هذه الحالة هي أعلى من 1000 ثانية
( واحد على 1000 ثانيه) أي سرعة عاليه جدا ، وهكذا..
( باختصار، كلما كبر الرقم عن sec 1/60 يعني ان سرعة الغالق آخذه في الازدياد،
ولكما صغير الرقم عن sec 1/60 يعني أن سرعة الغالق آخذه في البطء )
ملاحظات هامه :
- إن التصوير بدون استعمال ركيزة أو حامل ثلاثي في ظل ظروف إضاءة بسيطه وسرعات غالق بطيئة،
من شأنه ان ينتج عنه صورة مهزوزه وغير صالحه سواء كانت لمواضيع ثابته أو متحركة.
- إن تصوير مشاهد متحركة في ظل ظروف إضاءة بسيطه وبسرعات غالق بطيئة
من شأنه أن ينتج عنه صورة مهتزه وتلفها الغشاوة ، سواء استعملت
ركيزة ثلاثية أو لم تستعمل ( أنظر المثال ، الصورة الأولى).
لماذا تكون سرعة الغالق مهمه ؟
إذا صورت هدفا متحركا وسريعا نوعا ما، بواسطة سرعة غالق بطيئة ففي غالب الأمر ستكون النتيجة
غشاوة أو اهزاز واضح يلف موضوع الصورة ، ومن ناحية أخرى فإنك لا تستطيع أن تصور كل شي
بواسطة سرعة عاليه للغالق لأن السرعة العاليه لا توفر وقتا كافيا لإضاءة الفيلم وبالتالي ستكون
إضاءة الصورة غير كافية..
في جميع حالات التصوير ، يجب أن تتوفر ثلاثة عناصر أساسية في عملية التصوير الضوئي ويكمل كل العنصر
الآخر، ويسد أحدهم ضعف العنصر الآخر فيما لو تغيرت ظروف التصوير، وتلك العناصر هي :
1- سرعة الغالق ( مدة تعرض الفيلم للضوء).
2- سعة فتحة العدسة ( كمية الضوء النافذه من خلال العدسة).
3- حساسية الفيلم ( كمية الضوء التي يحتاجها الفيلم لإظهار الصورة كما ينبغي).
إن فهم كيفية التعامل مع تلك العناصر الثلاثة هو مفتاح التصوير الناجح..
أعزائي، لتكتشفوا وترون بأعينكم كيف يعمل غالق الكاميرا، إفتحوا باب تحميل الفيلم ثم انزعوا الفيلم، وأنظري
من خلف الكاميرا موجهين نظركم الى المنتصف حيث الغالق، ثم اطلقوا الزناد بعد أن تقوموا بتهيئة الكاميرا
بسرعات غالق متعددة الأزمنه وأبدأو بالسرعات الأبطئ فالأسرع، سترون كيف يعمل الغالق بناء على تعليمات
وأوامر المصور.. ولكن أحذروا من تعريض الكاميرا للغبار او الرطوبه، طبعا أصحاب الكاميرات الرقمية لن يتمكنون
من تجريب كاميراتهم بسبب عدم وجود أفلام أو شبابيك في كاميراتهم، تجربة مفيدة اتمناها لكم..
تجد علامة سرعة الغالق في قرص الكاميرا مشارا اليها بالحرف S دلالة على (Shutter speed) ،
وفي بعض الكاميرات بالرمز TV دلالة على (Time Value)
سأعرض لكم الآن مثالين تجدونهما أدناه، هما نتائج لعدد من الصور التقطت بسرعات غالق مختلفه لتكتمل الصورة لديكم..
أتمنى أن أكون قد وفقت في شرح هذا الجانب المهم من جوانب التقنيات الأساسية للتصوير الضوئي، وأرجو من الزملاء
والأساتذه من أصحاب الخبرات أن لايبخلوا علينا بمعلوماتهم في هذا الجانب تحديد ، والمجال مفتوح للجميع للمشاركة
وإبداء الرأي
* * *
المراجع :
1- Canon The ABC'S.
2- التصوير علم وفن، لـ د.عزالدين محمد نجيب.
3- الصورة المعروضة بالمثال : من بعض المواقع المختصة
منقول
الموضوعالأصلي : التصوير الضوئي و تقنياته // المصدر :