في ليلةٍ تتزينُ بقرطِ اللّجين، كان
يرقُبُ أزرار البنفسج لتتفتح.. لقد تأخرت كثيراً..
دون استئذان.. سمح طيفُها لنفِسِهِ أن يحول نظره عن
بنفسجِه..
رآها من جديد..
الوجهُ الأسمر الذي يزيده الليل سمرةً وسحراً.. العينان
البراقتان.. وتلك الابتسامة التي تنافس قِرط اللجين لمعاناً.. بات ميقناً
أنها هي فعلاً..
"كيف أنسى تلكَ الابتسامة التي سحرتني يوماً والتي ما زلت
أبحث عنها في وجوه من التقيتهن ومن لم ألتقِ بهن بعد؟!"
توقفَتْ.. ابتسَمَتْ من جديد..
تنهّد..
أحرقَهَا من جديد بزفراته الدافئة التي اجتاحت جسدها
وروحها.. باتت ميقنة أنهُ هُو فعلاً..
"كيف أنسى من ألهَبَني يوماً بأنفاسِه التي أعيشُ عليها
منذ ذلك اليوم؟!"
"بحثتُ عن ابتسامتكِ كثيراً.. كنتُ ضائعاً بدون بوصلتي نحو
الأمل"..
"بحثتُ عن دفء أنفاسِكَ كثيراً كثيراً.. كان آذار بارداً
جداً"..
حضنت عيناهُ ابتسامتها التي أمست خجولةً في أحضانِه.. أقسم
أنهُ لن يضيعها مجدداً.. أبداً.
على مقربةٍ منها.. كانت أزرار البنفسج تتهيأ لتنمو.
كان البنفسج بانتظار ابتسامتها أيضاً.. وبانتظار أنفاسهِ
الدافئة ليحيا!
الموضوعالأصلي : أزرار البنفسج.. قصة قصيرة جد // المصدر :