تجاوز بفكرك فواكه الجنة و حورها العين و لحم الطير و كل أنواع المتع ..
و تجاوز بفكرك نار الجحيم التي تشوي الجلود و تصهر البطون و تغلي بها الأدمغة ..
تجاوز هذا كله و ارتفع أكثر ..
إلى نعيم ينخسف جواره نعيم الفردوس الأعلى ..
أو إلى جحيم تشحب جواره نار سقر ..
نتحدث عن الله عز و جل ..
إن الذين يعبدون الله خوفا من ناره يشبهون عبدا خائفا من سيده ..
و الذين يعبدون الله طمعا في جنته يشبهون عبدا طامعا في سيده ..
و لا بأس بالخوف و الأمل ما داما في الله ..
غير أن فوق الطمع و الخوف قمة لم نصل إليها بعد ..
قمة هي ذروة الذرى و منتهى أمل السالكين :
وجه الله تقدست ذاته ..
النظر إلى وجه الله تقدست ذاته .
إن الله العظيم الجليل يحجب ذاته عن أهل النار غضبا عليهم ، و يكشف نور حجابه الأقدس فيراه أهل الجنة ..
يقول تعالى في صفة أهل النار :
"كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ" (سورة المطففين ، الآية :15)
و يقول تعالى في صفة أهل الجنة :
"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" (سورة القيامة ، الآيتان : 22 ، 23 )
عندئذ تسفر النار عن وجهها الحقيقي .. و يبدأ عذاب المحجوبين عن الله ..
و عندئذ تسفر الجنة عن وجهها الحقيقي .. و يبدأ نعيم الناظرين إلى الله ..
تتوارى النار و تتوارى الجنة .. و تظهر الحقيقة الكبرى ..
لا يبقى غير نار البعد عن الله .
و لا يبقى غير نعيم النظر إلى وجهه .
عن أي عذاب و أي نعيم تسال بعد ذلك ؟
أحمد بهجت
الموضوعالأصلي : الحقيقة الكبرى .. // المصدر :