القلب ...قلوب
قلب لربك و هذا قلب يملكه خالقه و يملكك
و قلب لرحمك... تغلب عليه عاطفة الأم فتتربع عليه
و قلب لصديقك... تحتويه بمشاعرك و تقربه إليك قربا لا يضاهيه قرب
و قلب لحبيبك ...لا تجد ما تنفقه اتجاهه إلا أن تستودع قلبك عنده فعوضا أن يكون عندك
فتكون أنت و قلبك عنده
و ما بالك إذا حضي صديق من الأصدقاء بقلوب ثلاث
عطف أخوة و عبير صداقة
و شغف حب
فسوف يتربع لا محالة على عرش القلب
لكن ماذا لو....
تنكب هذا الصديق لهذا الحب
و أسمعك من الكلام المشين ما لم تسمعه طيلة حياتك
و أحجم عنك بعد إقدام
و علا بنفسه عن نفسك
و وصفك بوصف لا يذكر و لا يقال
فبالتأكيد أن قصر الصداقة الذي بني بينك و بينه
سوف ينهار
و يذبل كل شيء فيه
فتذوي أزهاره و أشجاره
و تجف مياهه في سواقيه
و تعصف الريح فتكسر شبابيكه و أبوابه
و تهجره فراشاته و طيوره
و لا تسكنه إلا طيورا جارحة
لا تترك للعصافير المزقزقة
فتاتا تقتات عليه و لا بقايا تسترزق منها
و مثل هؤلاء الناس في الحياة واحد من بين ثلاث
حاسد يتألم لمنظر النعم فيتمنى أن تزول
أو طماع لا يستريح عن غاية من الغايات حتى تنبعث نفسه بحثا وراء أخرى
أو متكبر متعجرف يؤذي الناس بلسانه و يتعالى عليهم فهو سجين أفعاله
و إن بدى عند الناس غير ذلك
ماذا لو أن هذا الصديق ...
خفضت له الجناح
و آثرته بطيب الكلام
ورقة الحس
و جعلته من خاصتك
و موضع ثقتك
فبادلك
بخشونة الموقف
و غرائب اللفظ
هل تبقى تنظر إليه بعين
كانت في يوم ما
لا تراه إلا
نفسا عالية و مثالا يحتذي به
فها هو يهوي من ذلك البرج العالي
فيسقط من قلبي سقوطا
لا عودة له منها
و الآن
ماذا تقول أنت ؟
لصديق جرحك جرحا لا تشفى منه
الموضوعالأصلي : هل من عنوان لهدا.....؟ // المصدر :