¨‘°?O المنتــــــدى العـــــــام O?°‘¨

**ain soltane** · الإثنين 30 أبريل 2012 - 10:16

بسم الله الرحمن الرحيم

" المؤمن الذي يُخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يُخالط الناس

ولا يصبر على أذاهم "...

مكان الداعية الى الله وسط الناس و حيث تجمعاتهم وفي منتدياتهم وحيثما كانوا وأينما

وُجدوا ، فالداعية الى الله لا يعتزل الناس ــ وإن كانت العزلة الشعورية القلبية ممكنة ــ

ولا يهرب ولا يفر من لقاء الناس ومن مواجهة الباطل الذي كثر فيهم ومن حولهم .

الداعية الى الله مُطالب بالحديث الى الناس ومناقشتهم ودعوتهم الى الله تعالى بالحكمة

والموعظة الحسنة وبالجدال بالتي هي أحسن وبرفق الإسلام ولينه ورحمته وبلا عنف

ولا تشدد ولا تنطع فقد :" هلك المتنطعون .. هلك المتنطعون .. هلك المتنطعون ".

وقد يُصادف الداعية في طريقه أناس كثر عندهم الجدال والمراء في الباطل فيلزم أن يكون

الداعية حكيما ذكيا لبيبا ومُقنعا بأسلوب هين لين سهل فإن الله يحب كل:" مؤمن هين

لين سهل قريب من الناس ".

وقد أثار انتباهي هذا الحوار الرائع في القرآن الكريم في موضعين

يقول الله تعالى :" ألم تر الى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم

ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق

فأتِ بها من المغرب فبهت الذي كفر ، والله لا يهدي القوم الظالمين " البقرة .

ويقول تعالى عز وجل :" وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين

، وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين . فلما جن عليه الليل رأى

كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين . فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي ، فلما أفل قال

لئن لم يهدني ربيلأكونن من القوم الضالين ، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما

أفلت قال يا قومي إني بريئ مما تُشركون ، إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا

وما أنا من المشركين ، وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تُشركون به إلا أن

يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيئ علما أفلا تتذكرون ، وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم

أشركتم بالله ما لم يُنزل به عليكم سُلطانا ، فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ، الذين آمنوا

ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ، وتلك حُجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ،

نرفع درجات من نشاء ، إن ربك حكيم عليم " الأنعام .

ما أجمل هذا الأسلوب الهادئ للإقناع وهو أسلوب جذاب ومُقنع فتأمل معي أخي الداعية أخيرا

هذا التحدي الرائع والشيق بين الريح والشمس .

وقد كان التحدي بينهما على :

أيهما يستطيع أن يزيل ملابس رجل كان يمشي في الطريق!

كانت الرياح مقتنعة بأنها الأقوى فزادت من سرعتها ، وكلما تزداد يتمسك الرجل بملابسه أكثر ،

وبعد أن اشتدت سرعتها بشكل كبير أمسك بشجرة واحتمى بها ،فاستسلمت الرياح!

بدأت الشمس التحدي ترسل أشعة خفيفة جداً ، فبدأ الرجل يشعر بالحر ويتصبب عرقاً ، فبدأ

يزيل ملابسه قطعةً قطعةً !

فمن الأقوى: لغة العنف والتشدد وفرض الرأي بالقوة أم لغة الحوار والإقناع والحكمة.... ؟!

وصل اللهم وسلم على الحبيب والحمد لله رب العالمين