السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كان يشاهد بحرها الهائج و قد بدا يطمئن و يهدأ، بعد أن شرد عقله و سكن
قلبه في هواها و لم يعد إلا ذلك الهوى يتنفسه،
غريب ما فعل...!!، أيمكن أن يخون قبطان طاقمه و يترك القراصنة يخطفون
سفينته، هام عقله و لم يجد مرفأً آمناً أو ماذا يفعل؟؟
ألم يلاحظ تلك الشواطئ رمال ذهبية و مياها زرقاء صافية و أشجارا خضراء
عالية، و لا وحشا بها يدب، و لا صوتا إلا خرير الجداول و تغريد العصافير
صوتا،
هدأ بحرها و أغرقت قوقعة سرها و ما عادت لتفتحها له و لا لغيره،
عادت و زهدت في البحث عن حنان يغمر قلبها و يفتح عقلها و يرجعها إنسانة
ليست ككل الناس،
سعيدة و لا تخشى خيانة بعدما ذاقت أمّر الخيانات، يعرف حدود الله فيها و
حدودها التي سطرتها، تريده مسيطرا عليها، غير مقيد لحياتها،
عادت و غرقت في عالمها عملها و عملها و إن كان بعض الوقت لعائلتها و
خاصة امها ملجؤها و قدوة حياتها
أسيرة ماضيها و حاضرها، لا تدري اين تجد قارب نجاتها، قارب صادق امين لا
يكذب عليها حتى في عواصف حياتها و تلاطم موج بحرها عليه
لم يعدها إلا بخيمة تقيهما الزمن، و اثاثهما طاولة تفصل بينهما و تصلهما
ببحر واسع العالم كله اجتمع فيه،
لا يهمه طعام المعدة أكثر من طعام الروح و النفس، الغذاء إن كان ذهب
العشاء، و إن كان العشاء غدٌُ بلا غذاء،
لا يريد شيئا إلا روحها الطيبة التي سكنته و قد سكنت لها روحه و لم تنكر
عليه،
تراسيم وجهها تغيرت و استقرت لبعضها و ذهب حزنها و ألمهما و لا ينشدان
إلا اللّقاء،
لقاء لا يبغيان إلا أن يكون الله جامعهما و للحياة يهجمان و للنصر
يبحثان، ليس نصرا كانتصار الحروب، و لا نصرا كنصر العمل بل فوزا اكبر من
جميع الانتصارات
الموضوعالأصلي : بحر الأمنيات // المصدر :