[rtl] وَمَاْ الحَيَاْةُ الدُّنْيَاْ إِلاَّ مَتَاْعُ الغُرُورِ [/rtl]
[rtl]{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاْزَ وَمَاْ الحَيَاْةُ الدُّنْيَاْ إِلاَّ مَتَاْعُ الغُرُورِ }[/rtl]
[rtl]إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له[/rtl]
[rtl]وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله[/rtl]
[rtl]{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }[/rtl]
[rtl]أما بعد :فإنَّ أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .[/rtl]
[rtl]عباد الله : الموت وعظاته ، الخَطب الأفظع والأمر الأشنع .. إنه هادم اللذات ، وقاطع الراحات ، وجالب الكريهات .. إنه فراق الأحباب ، وانقطاع الأسباب ، ومواجهة الحساب ..[/rtl]
[rtl]نصحنا نبينا ووعظنا وأبلغ فقال : : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات )[/rtl]
[rtl]ذكر الموت حياة ونسيانه غفلة ..ومن استحيا من الله حقَّ الحياء لم يغفل عن الموت ولا عن الاستعداد للموت..قال صلى الله عليه وسلم : ( من استحيا من الله حقَّ الحياء فليحفظ الرأس وما وعى ، وليحفظ البطن وما حوى ، وليذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا ) .[/rtl]
[rtl]وما ترك النبي صلى الله عليه وسلم فرصة إلا ذكَّر أصحابه بالموت وما بعده ..[/rtl]
[rtl]يقول البراء بن عازب رضي الله عنه : بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أبصر جماعة ، فقال : ( علامَ اجتمع هؤلاء ؟ ) ، قيل : على قبر يحفرونه ، قال : ففزع النبي صلى الله عليه وسلم وقام من بين يدي أصحابه مسرعاً حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه .. قال البراء : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع ، قال فبكى حتى بلَّ الثرى من دموعه ثم أقبل علينا فقال : ( أي أخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا )..( لمثل هذا اليوم فأعدوا).[/rtl]
[rtl]وهكذا سار السلف من بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم يذكرون الموت ويُذكّرون الناس به.. فهذا أويس القرني رحمه الله يخاطب أهل الكوفة قائلاً : يا أهل الكوفة توسدوا الموت إذا نمتم ، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم .[/rtl]
[rtl]عباد الله .. إنَّ في ذكر الموت أعظم الأثر في إيقاظ النفوس وانتشالها من غفلتها ، فكان الموت أعظم المواعظ ..[/rtl]
[rtl]قيل لبعض الزهَّاد : ما أبلغ العظات ؟ ، قال : النظر إلى محلة الأموات .[/rtl]
[rtl]وقال آخر : من لم يردعه القرآن والموت .. من لم يردعه القرآن والموت فلو تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع .[/rtl]
[rtl]إنَّ زيارة القبور ، وشهودالجنائز ، ورؤية المحتضرين ، وتأمل سكرات الموت ، وصورة الميت بعد مماته يقطع على النفوس لذاتها ، ويطرد عن القلوب مسراتها ..[/rtl]
[rtl]من استعدَّ للموت جدَّ َفي العمل ، وقصَّر الأمل ..[/rtl]
[rtl]يقول اللبيدي : رأيت أبا اسحاق في حياته يُخرج ورقة يقرؤها دائماً ، فلما مات نظرت في الورقة فإذا مكتوب فيها : أحسن عملك فقد دنا أجلك ..[/rtl]
[rtl] أحسن عملك فقد دنا أجلك ..[/rtl]
[rtl]أحبتي ..إنَّ الذي يعيش مترقباً للنهاية يعيش مستعداً لها ، فيقلُّ عند الموت ندمه وحسراته.[/rtl]
[rtl]لذا قال شقيق البلخي رحمه الله : استعد إذا جاءك الموت أن لا تصيح بأعلى الصوت تطلب الرجعة فلا يستجاب لك .[/rtl]
[rtl] هذه الموعظة إيقاذ القلوب .. إيقاذ القلوب من سباتها ، وزجر النفوس عن التمادي في غيها وشهواتها .[/rtl]
[rtl] هذه الموعظة أن يزيد الصالح في صلاحه ، وأن يستيقظ الغافل قبل حسرته وقبل مماته .[/rtl]
[rtl]لقد رأيت الحياة تمضي مسرعة ومعظم أهلها في غفلة .. ناس يأتون وآخرون يرحلون .. أرحام تدفع ، وأرض تبلع .. والناس غافلون ولا يستيقظون إلا عند معاينة الموت وسكراته.[/rtl]
[rtl]أحبتي .. إنَّ الحياة على ظهر هذه الحياة موقوتة .. إنَّ الحياة على ظهر هذه الحياة موقوتة محدودة ، وستأتي النهاية حتماً ..[/rtl]
[rtl]سيموت الصالحون ، والطالحون..[/rtl]
[rtl]ويموت المتقون ، والمذنبون..[/rtl]
[rtl]ويموت الأبطال المجاهدون ، والجبناء القاعدون..[/rtl]
[rtl]ويموت الشرفاء الذين يعيشون للآخرة ، ويموت الحريصون الذين يعيشون لحطام ومتاع الحياة..[/rtl]
[rtl]يموت أصحاب الهمم العالية ، ويموت التافهون الذين لا يعيشون إلا من أجل شهوات الفروج والبطون .[/rtl]
[rtl]قال الله جل في علاه : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } ، وقال : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }[/rtl]
[rtl]ستموت .. نعم ستموت ..[/rtl]
[rtl]إنها الحقيقة التي نهرب منها دائماً ..[/rtl]
[rtl]إنها الحقيقة التي يسقط عندها جبروت المتجبرين ، وعناد الملحدين، وطغيان البغاة المتألهين ..[/rtl]
[rtl]إنها الحقيقة التي شرب من كأسها العصاة والطائعون ، وشرب من كأسها الأنبياء والمرسلون .. قال الله :{ وَ مَاْ جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ الخَاْلِدُونَ }[/rtl]
[rtl]إنها الحقيقة التي تعلن على مدى الزمان والمكان في أذن كل سامع ، وفي عقل كل عاقل ، وفي قلب كل حيّ أنَّ الكل سيموت .. أنَّ الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت .[/rtl]
[rtl]قال الله جلَّ َفي شأنه : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } .[/rtl]
[rtl]إنها الحقيقة التي لا مفرَّ منها ولا مهرب طال الزمان أو قصر[/rtl]
[rtl]{ قُلْ إِنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلِى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }[/rtl]
[rtl]نعم ..إنه ملاقيكم ..في أي مكان تكونون ستموتون[/rtl]
[rtl]أيها القوي .. أيها القوي الفتيّ..[/rtl]
[rtl]أيها الذكي العبقري ..[/rtl]
[rtl]أيها الأمير والكبير..[/rtl]
[rtl]أيها الفقير والصغير ..[/rtl]
[rtl]كل باكٍ سيُبكى ، وكل ناعٍ سيُنعى ، وكل مذخور سيفنى ، وكل مذكور سيُنسى ، ليس غير الله يبقى ، من علا فالله أعلى ..[/rtl]
[rtl]اعلم رعاك الله ..أنه من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آتٍ آت[/rtl]
[rtl]{ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لآتٍ } .[/rtl]
[rtl]إنَّ حياتك إنما تبدأ بعد مماتك ..[/rtl]
[rtl]يا ابن آدم أنت الذي ولدتك أمك باكياً والناس حولك يضحكون سروراً[/rtl]
[rtl]فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
[/rtl]
[rtl]اعلم بارك الله فيك .. أن لا سبيل للخلود في هذه الحياة ..[/rtl]
[rtl]اعلم بارك الله فيك .. أن لا سبيل للخلود في هذه الحياة .. فالكل سيموت .[/rtl]
[rtl]قال علي رضي الله عنه وأرضاه :[/rtl]
[rtl] فلو أنَّ أحداً يجد إلى البقاء سلَّماً أو لدفع الموت سبيلاً لكان ذلك سليمان ابن دواد عليه السلام الذي سُخرَّ له مُلك الجنّ والإنس مع النبوة وعظم الزلفى ، فلما استكمل أجله ومدته جاءته نبال الموت، فأخذته فأصبحت الديار منه خالية والمساكن معطلة .قال الله :[/rtl]
[rtl]{ وَ لِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَ رَوَاحُهَا شَهْرٌ وَ أَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ القِطْرِ وَمِنَ الجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدِيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذَقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ، يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُوادَ شُكْرَاً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ، فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيِهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأكُلُ مِنسَأتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أن لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ }[/rtl]
[rtl]عباد الله.. إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة ..[/rtl]
[rtl]أعظكم بالموت وسكراته ..[/rtl]
[rtl]أعظكم بالقبر وظلماته ..[/rtl]
[rtl]أعظكم بالموت وكفى بالموت واعظاً ..[/rtl]
[rtl]إنه أعظم المصائب ، وأشدُّ النوائب .. سمَّاه الله لعظيم أمره مصيبة ، فقال سبحانه :[/rtl]
[rtl]{ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتُْكُم مُّصِيبَةُ المَوْتِ }[/rtl]
[rtl]إنه المصيبة العظمى ، والرزية الكبرى، ولا نجاة منه .. ولا نجاة منه إلا أن يكون العبد في دنياه لله طائعاً ، وبشرعه عاملاً ..[/rtl]
[rtl]إنها الساعة التي تنكشف فيها الحقائق ، وتتقطع فيها العلائق ، ويتمنى الإنسان وليس له ما تمنى ، حينها { يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ، يَقُولُ يَا لَيْتََني قَدَّمتُ لِحَيَاتِي }[/rtl]
[rtl]إنها الساعة التي يُعرف فيها المصير إما إلى نعيم دائم أو إلى عذاب مقيم.[/rtl]
[rtl]يقول أحدهم :[/rtl]
[rtl]شهدت ساعة احتضار أحد رفقائي العصاة .. شهدت ساعة احتضار واحداً من رفقائي العصاة المدبرين عن الدين ، المضيعين لأوامر ربِّ العالمين ، فسألته في ساعة احتضاره : كيف أنت ؟!، سألته: كيف أنت ؟! ،قال : سأدخل النار .. قال : سأدخل النار أنا وفلان وفلان ، وأنت إن لم ترجع إلى الله ، وأنت أيضاً ستدخل النار إن لم ترجع إلى الله ..[/rtl]
[rtl]إنه الموت ..أعظم المواعظ وأبلغها ، وهو أول خطوة إلى الآخرة ، فمن مات قامت قيامته .[/rtl]
[rtl]قال صلى الله عليه وسلم : ( القبر أول منازل الآخرة ) .[/rtl]
[rtl]فدارنا أمامنا ، وحياتنا الحقيقية هي بعد موتنا .[/rtl]
[rtl]أين الأكاسرة ؟! ، أين الجباربرة والعتاة الأُول ؟! أخذ أموالهم سواهم .. أخذ أموالهم سواهم والدنيا دول..ركنوا إلى الدنيا الدنية ، وتبوؤا الرتب السنية حتى إذا فرحوا بها صرعتهم أيدي المنية ..[/rtl]
[rtl]إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة ..[/rtl]
[rtl]كم ظالم تعدى وجار وما راعى الأهل ولا الجار!!.[/rtl]
[rtl]أين من عقد عقد الإصرار ! حلَّ به الموت ، فحلَّ من حلية الإزرار{ فَاعْتَبِرُواْ يَا أُولِي الأَبْصَارِ } [/rtl]
[rtl]خرج المغرور من الدنيا ما صحبه سوى الكفن إلى بيت البلى والعفن ..آه لو رأيته قد حلَّت به المحن ، وتغيَّر ذلك الوجه الحسن ..[/rtl]
[rtl]أفق من سكرتك أيها الغافل ، وتحقق أنك عن قريب راحل ..[/rtl]
[rtl]يا سالكاً طريق الغافلين متى تُرى هذا القلب القاسي يلين ليت شعري بعد الموت أين تذهب ليت شعري بعد الموت أين تذهب [/rtl]
| | [rtl]ويا راضياً بطريق الجاهلين متى تبيع الدنيا وتشتري الدين رحم الله من اعتبر وتأهب رحم الله من اعتبر وتأهب [/rtl]
|
[rtl]أين الحبيب الذي كان وانتقل ؟!.[/rtl]
[rtl]أين كثير المال وطويل الأمل ؟!.أما خلا كلٌّ في لحده مع العمل !!.[/rtl]
[rtl]أين من تنعَّم في قصره ؟!. أليس في قبره نزل!!.[/rtl]
[rtl]آه لو تعلم كيف غدا وصار .. لقد سال في اللحد صديده ، وبلى في القبر جديده ، وهجره حبيبه ووديده ، وتفرَّق عنه حشمه وعبيده ..[/rtl]
[rtl]أين تلك المجالس العالية ؟! ، وأين تلك العيشة الصافية الراضية ؟! خلا والله بما صنع ، وما أنقذه الندم وما نفع ..[/rtl]
[rtl]إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة ..[/rtl]
[rtl]انتبهوا من رقادكم قبل الردى{ أَيَحْسَبُ الإنسَانُ }{ أَيَحْسَبُ الإنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدَىً }..[/rtl]
[rtl]إنما هي جنة أو نار .. إنما هي جنة أو نار{ فَاعْتَبِرُواْ يَا أُولِي الأَبْصَارِ } .[/rtl]
[rtl]كأنك لم تسمع بأخبار من مضى ، ولم ترَ في الباقين ما يصنع الدهر ، فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم.. فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الريح بعدك والقبر.[/rtl]
[rtl]أين الهمم المُجدَّة ؟! .[/rtl]
[rtl]أين النفوس المستعدَّة ؟! .[/rtl]
[rtl]أين المتأهبين قبل الشدة ؟! .[/rtl]
[rtl]أين المتيقظ قبل انقضاء المدة ؟! .[/rtl]
[rtl]إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة ..[/rtl]
[rtl]إنَّ العاقل من راقب العواقب ، والجاهل من مضى قُدُماً ولم يراقب..[/rtl]
[rtl]كم يوم غابت شمسه وقلبك غائب ! .[/rtl]
[rtl]وكم ظلام أُسبل ستره وأنت في معاصي وعجائب ! .[/rtl]
[rtl]وكم أسبغ الله عليك وأنت على معاصيه تواظب ! .[/rtl]
[rtl]وكم صحيفة قد ملأتها بالذنوب والمَلَكُ كاتب !.[/rtl]
[rtl]وكم أنذرك الموت يأخذ أقرانك من حولك وأنت ساه ولاعب !. وكم أنذرك الموت يأخذ أقرانك وأنت ساه ولاعب !.[/rtl]
[rtl]أفق من سكرتك ..وتذكر نزول حفرتك ، تذكرهجران الأقارب ، وتذكر إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة ..[/rtl]
[rtl]آه ..لألسنٍ نطقت بالآثام .. كيف غفلت عن قول ربَِّ الأنام { اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهمْ }[/rtl]
[rtl]آه ..لأيدٍ امتدت إلى الحرام .. كيف نسيت قول الملك العلام { وتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ }[/rtl]
[rtl]آه ..لأقدامٍ سعت في الإجرام .. كيف لم تتدبر{ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ }[/rtl]
[rtl]آه.. لأجساد تربَّت على الربا .. كيف لم تفهم ( ما نبتَ على السُحت فالنار أولى به ).[/rtl]
[rtl]رأى أحدهم قريباً له ميتاً في المنام ، فقال له : كيف أنت ، قال : ندمنا على أمر عظيم .. ندمنا على أمر عظيم .. نعلم ولا نعمل ، وأنتم تعلمون ولا تعملون.. وأنتم تعلمون ولا تعملون..والله لتسبيحة أوتسبيحتان ، أو ركعة أو ركعتان في صحيفة أحدنا أحبّ إلينا من الدنيا وما فيها ..[/rtl]
[rtl]أين أثر المواعظ .. أين أثر المواعظ والآيات في قلوبنا ؟!!![/rtl]
[rtl]أين أثر كلام الرحمن في حياتنا ؟!!![/rtl]
[rtl]اسمع رعاك الله وتدَّبر الكلام . قال الله : { أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ، ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُواْ يُوعَدُونَ ، مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَّا كَانُوا يُمَتَعُونَ } .[/rtl]
[rtl]تلا بعض السلف هذه الآيات وبكى وقال : إذا جاء الموت لم يُغني عن المرء ما كان فيه من اللذة والنعيم ..[/rtl]
[rtl]يا ابن العشرين : كم مات من أقرانك وتخلَّفت [/rtl]
[rtl]يا ابن الثلاثين : أدركت الشباب فما تأسفت ؟!.[/rtl]
[rtl]يا ابن الأربعين : ذهب الصبا وأنت على اللهو قد عكفت ؟!.[/rtl]
[rtl]يا ابن الخمسين : أنت زرع قد دنا حصاده .. أنت زرع قد دنا حصاده .. لقد تنصّفت المئة وما أنصفت ؟!.[/rtl]
[rtl]يا ابن الستين : هيا إلى الحساب فأنت على معترك المنايا قد أشرفت ؟!.[/rtl]
[rtl]يا ابن السبعين : ماذا قدمَّت وماذا أخرت ؟! .[/rtl]
[rtl]يا ابن الثمانين : لا عذر لك فقد أُعذرت ؟!.[/rtl]
[rtl]والله وأقسم بالله ..[/rtl]
[rtl]من حمل نعشاً اليوم ، سيأتي يوم ويُحمل هو على الأكتاف ..[/rtl]
[rtl]ومن دخل المقبرة اليوم زائراً ، سيدخل يوماً ولن يخرج منها ..[/rtl]
[rtl]ومن عاد إلى بيته اليوم ، سيأتي يوم ولن يعود .. ومن عاد إلى بيته اليوم ، سيأتي يوم ولن يعود[/rtl]
[rtl] .كان عمر رضي الله عنه يردد دائماً ويقول : كل يوم يقولون مات فلان ، ومات فلان ، وسيأتي يوم وسيقولون مات عمر ..[/rtl]
[rtl]ومات عمرولكن كيف مات !!.. !!..[/rtl]
[rtl]تفكّروا أحبتي وتيقنوا.. تفكّروا أحبتي وتيقنوا أنَّ الموت حقّ لا بدَّ منه..[/rtl]
[rtl]قال عمر بن عبد العزيز لبعض العلماء : عظني ، فقال : لست أول خليفة تموت ، قال : زدني ، قال : ليس من آبائك أحد إلى آدم إلا ذاق الموت ، وسيأتي دورك يا عمر .. وسيأتي دورك يا عمر .. فبكى عمر وخرَّ مغشياً عليه .[/rtl]
[rtl]كان أبو الدرداء يقول : إذا ذُكر الموتى فعُدَّ نفسك منهم ..[/rtl]
[rtl]بنى ابن المطيع داراً ، فلما سكنها بكى ثم قال : والله لولا الموت.. والله لولا الموت لكنت بكِ مسروراً ، ولولا ما تصير إليه من ضيق القبور لقرَّت أعيننا بالدنيا، ثم بكى بكاءً شديداً حتى ارتفع صوته .[/rtl]
[rtl]في الصحيح : ( ما منكم من أحد إلا ويُعرض عليه مقعده بالغداة والعشي ) إما مقعده في الجنة أو مقعده في النار ، فيُقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله )[/rtl]
[rtl]وصدق من قال : لا تبت وأنت مسرور حتى تعلم عاقبة الأمور ..[/rtl]
[rtl]تفكّروا وتيقنوا أنَّ الأعمال بالخواتيم ، فالخوف من سوء الخاتمة هو الذي طيَّش قلوب الصديقين ، وحيَّر أفئدتهم في كل حين ..[/rtl]
[rtl]أسألك بالله أما أقضَّ مضجعك هذا الخبر من سيد المرسلين والذي يقول فيه : ( والذي نفسي بيده إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلاَّ ذراع فيسبق الكتاب فيعمل بعمل أهل النار (فيعمل بعمل أهل النار) فيدخلها ، و إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ، وإنما الأعمال وبالخواتيم ) ..[/rtl]
[rtl]نعم صدق الذي قال : لا تبت وأنت مسرور حتى تعلم عاقبة الأمور ..[/rtl]
[rtl]نعود بالله من الحور بعد الكور ، ومن الضلالة بعد الهدى ، ومن المعصية بعد التقى ..[/rtl]
[rtl]يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك[/rtl]
[rtl]يا مقلِّب القلوب والأبصار ثبِّت قلوبنا على دينك..[/rtl]
[rtl]نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ..[/rtl]
[rtl]أوصيكم أحبتي ونفسي بتقوى الله ..[/rtl]
[rtl]اتقوا الله عباد الله { وَ اتَّقُوا يَوْمَاً تُرْجَعُونَ فِيْهِ إِلَى اللهِ } ..[/rtl]
[rtl]ومن تقوى الله الاستعداد للموت وما بعده فإنه الحتم اللازم الذي لايعرف الحجاب ، ولا يطرق الأبواب ..[/rtl]
[rtl]إنه الزائر الذي لا تحول بينه وبين زائره البروج ولا القلاع { أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُُّمُ المَوْتُ وَلَو كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ }.[/rtl]
[rtl]الموت غيب لايدري إنسان متى يدركه ..لذا كان لا بدَّ من الاستعداد ..[/rtl]
[rtl]قال أبو حازم : كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى متّ ..[/rtl]
[rtl]آه لو تعلم بأحوال أهل القبور ![/rtl]
[rtl]كم من الموتى في قبورهم يتحسرون !.[/rtl]
[rtl]وكم منهم يسأل الرجعة فلا يقدرون ! .أما قال الله :{ و حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مَا يَشْتََهُونَ }[/rtl]
[rtl]ما قيمة الحياة .. ما قيمة الحياة إذا لم تكن في طاعة الله والاستعداد للقائه .[/rtl]
[rtl]أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من طال عمره وحسُن عمله ، وشركم من طال عمره وساء عمله )[/rtl]
[rtl]قال ميمون بن مهران : لا خير في الحياة إلا لتائب أو رجل يعمل في الدرجات. قال الله : .{ فََلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعدُّ لَهُمْ عَدَّاً }[/rtl]
[rtl]إنَّ النَفَس قد يخرج ولا يعود ، وإنَّ العين قد تطرف ولا تطرف الأخرى إلا بين يدي الله عز وجل ..[/rtl]
[rtl]قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تبارك وتعالى : { إِنَّمَا نَعدُّ لَهُمْ عَدَّاً } قال : نعد أنفاسهم في الدنيا ..[/rtl]
[rtl]وتدبَّر في قوله تبارك وتعالى : { الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ والحَيَاةََ } فقدَّم الموت على الحياة تنبيهاً على أنَّ الحياة الحقيقية هي الحياة بعد الموت ..[/rtl]
[rtl]عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاءك ، وسهِّل عليه قضاءك ، وأقلل له من الدنيا ، ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ، ولا تسهِّل عليه قضاءك ، وأكثر له من الدنيا )[/rtl]
[rtl]سؤال أخير أسألك إياه : هل أنت راضٍ عن حالك ، وهل أنت مستعد للموت لو أتاك اليوم ؟! هل أنت مستعد ؟![/rtl]
[rtl]يا غافلاً تتمادى.. غداً عليك يُنادى[/rtl]
[rtl]خذ الوصية من سيد المرسلين قبل فوات الأوان..عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ وهو يعظه :( اغتنم خمساً قبل خمس ) ( اغتنم خمساً قبل خمس : اغتنم شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك )[/rtl]
[rtl]فأنت في زمن الإمكان .. فأنت في زمن الإمكان .. أصلح ما بقي يُغفر لك ما مضي وما بقي ، وإلا ستُأخذ بما مضي وما بقي ..[/rtl]
[rtl]متى سنعرف قيمة الحياة !!!.. متى نعرف قيمة الحياة !!!..إذا عاينا الموت .. إذا عاينا الموت عرفنا قيمة الحياة .. ننادي حينها فلا يستجاب لنا ..[/rtl]
[rtl]فاتقوا الله عباد الله ..اتقوا الله عباد الله .. واعتبروا بمن مضى من القرون وانقضى ، واخشوا مفاجأة القضا ..[/rtl]
[rtl]اللهم أعنا على الموت وسكراته والقبر وظلماته ، ويوم القيامة وكرباته ..[/rtl]
[rtl]اللهم امنن علينا بتوبة نصوح قبل الموت ، وبشهادة عند الموت ، وبرحمة بعد الموت[/rtl]
[rtl]يا رب العالمين ..[/rtl]
[rtl]وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين[/rtl]
الموضوعالأصلي : وَمَاْ الحَيَاْةُ الدُّنْيَاْ إِلاَّ مَتَاْعُ الغُرُورِ // المصدر :