واشنطن – وصف وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة الأربعاء بواشنطن نتائج الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة ب”الإيجابية” و”الواعدة”.
وقال السيد لعمامرة  الذي كان رفقة كاتب الدولة الأمريكي جون كيري في ختام اشغال اجتماع هذا الحوار أن “نتائج هذه الدورة الثالثة للحوار الإستراتيجي بين بلدينا إيجابية و واعدة وستعطي ديناميكية حقيقية لشراكتنا”.
وأضاف رئيس الديبلوماسية الجزائرية امام الصحافة الدولية ان هذه الشراكة “متينة” و”تعود بالمنفعة للبلدين “معربا عن “سعادته ” في استقبال كاتب الدولة الامريكية مرة أخرى بالجزائر.
واستطرد في نفس السياق أن “الجزائر تعرب عن ارتياحها لتطور هذا الحوار و للنتائج المتوصل إليها إلى حد الآن” و قال في هذا الصدد أن “زيارتكم إلى الجزائر سنة 2014 فتحت العديد من المجالات التي بإمكان البلدين العمل و التعاون فيها”.
وأكد السيد لعمامرة أن الحوار الإستراتيجي الجزائري الأمريكي و بعد ثلاث سنوات من إطلاقه “كان له أثر ايجابي و ملموس” على العلاقات الثنائية في جميع الميادين.
وأضاف قائلا “يسعدني أن ألاحظ أننا نتقاسم نفس الإلتزامات بهدف الإستجابة لمصالح بلدينا كون مهمتنا تكمن في توسيع دائرة الحوار لجعله هيكلا يقوم على تنمية العمل السياسي”.
 
مكافحة الإرهاب : السيد لعمامرة يعرب عن ارتياحه لنوعية التعاون بين البلدين
 
وعلى الصعيد السياسي اعتبر السيد لعمامرة أن الجزائر و واشنطن عملا على تطوير “شراكات استراتيجية” تخص العديد من الملفات مجددا التزام الجزائر ب”تعزيز التعاون السياسي و الإقتصادي و الأمني” مع الولايات المتحدة.
وقال في هذا الشأن أنه “بفضل الإحترام المتبادل الذي يميز العلاقات بين البلدين تمكنت الجزائر و الولايات المتحدة من  الحفاظ على حوار سياسي متواصل و مشاورات وثيقة بشأن الملفات الإقليمية و الدولية ذات الإهتمام المشترك”.
كما أعرب السيد لعمامرة عن “ارتياحه “لنوعية و فعالية التعاون بين البلدين و هو ما يمثل كما قال  “مصدر ارتياح”.
وذكر في سياق متصل أن “الجزائر و الولايات المتحدة يلعبان دورا رياديا في مجال مكافحة هذه الظاهرة العابرة للحدود التي تهدد الأمن الدولي” مشيرا إلى أن الجزائر تعد من البلدان المؤسسة لمنتدى مكافحة الإرهاب.
كما ذكر بأن الجزائر نظمت مؤخرا اجتماعا لمجموعة العمل حول الساحل و ستحتضن قريبا ندوة رفيعة المستوى من تنظيم الإتحاد الإفريقي حول ملف تمويل الإرهاب.
ونوه الوزير من جهة أخرى بالقمة التي نظمتها الولايات المتحدة مؤخرا حول محاربة التطرف مجددا التزام الجزائر بمكافحة معاداة الإسلام. و اعتبر في نفس السياق أن وسم الإسلام بالتطرف غير مقبول بل يعرقل جهودنا الجماعية في مكافحة دعاية التطرف لعنيف”.
 
مستوى غير مسبوق للتعاون الإقتصادي
 
وعلى الصعيد الإقتصادي اعتبر السيد لعمامرة أن التعاون بين البلدين بلغ “مستوى غير مسبوق” مستشهدا بالمنتديات و اللقاءات الأخيرة ذات الطابع الإقتصادي و التجاري بين البلدين.
ففضلا عن تبادل الزيارات بين وزراء البلدين اعتبر السيد لعمامرة أن تنظيم الدورة الثانية للمجلس الجزائري الأمريكي حول التجارة و الإستثمار في شهر فبرايرالفارط يعد “تقدما معتبرا”.
وأضاف أن الجزائر توفر “مناخا ملائما و مناسبا” للتجارة و الإستثمار بهدف تشجيع بشكل “فعال” الإستثمارات المولدة للثروة و الشغل و نقل التكنولوجيا.
وقال أن “الحكومة الجزائرية تسعى إلى تنويع اقتصادها الوطني اتخذت إجراءت ملموسة  لتحسين مناخ (الإستثمار) أكثر. و أضاف “طلبنا الدعم من شركائنا الدوليين الذين من بينهم الولايات المتحدة”.
 
النزاعات في المنطقة: الجزائر تجدد نداءاتها لحلول سلمية
 
على الصعيد الدولي اشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية بخصوص مالي أن الجزائر توجهت نحو خيار الحل الذي يكفل السلامة الترابية لهذا البلد مع إبراز “ضرورة” توفير الشروط اللازمة لتحقيق تنميته الاقتصادية.
وأكد السيد لعمامرة مجددا أن “اتفاق الجزائر يشكل الاتفقا الانسب الذي يستجيب لمصالح مالي مع الاعتراف بمطالب سكان شمال مالي و تطلعاتهم المشروعة” مصرحا أن الجزائر “على قناعة بأن إقامة سلام دائم في هذا البلد سيكون له اثرا إيجابيا” على الوضع العام في منطقة الساحل وفي مجال مكافحة الارهاب.
في نفس السياق جدد السيد لعمامرة التزام الجزائر لصالح بناء “مغرب عربي مزدهر و موحد  و متكامل” مؤكدا أن الجزائر لا تكتفي بالاقوال المجردة و أنها تجسد من خلال اعمالها كامل تضامنها الفعال مع البلدان الجارة”.
وقال بهذا الخصوص “لقد قدمنا دعمنا الكامل لتونس لتمكينها من ضمان نجاح انتقالها الديمقراطي و نفس الروح تحدونا فيما يتعلق بالوضع الماسوي السائد في ليبيا” مذكرا أن “الجزائر ما انفكت تدعو لصالح حل سياسي كسبيل أوحد لحماية وحدة ليبيا و سلامتها الترابية”.
كما حذر السيد لعمامرة  من أن كل تدخل عسكري أجنبي في ليبيا سيزيد النزاع تعقيدا و أنه قد يقوض كل الحظوظ للوصول الى حل سياسي قائم على المصالحة الوطنية.
وبخصوص الوضع في ليبيا اعرب السيد لعمامرة عن “سعادته” لكون الجزائر والولايات المتحدة “تتشاطران الرؤى و تشجعان جهود المبعوث الشخصي للامين العام الأممي من أجل ليبيا برنادينو ليون”.
واعتبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن “الحوار الليبي الذي أطلق بمبادرة من الجزائر يمثل مرحلة هامة في مسار ينبغي ان تدعمه المجموعة الدولية بشكل عام” مضيفا بشأن سوريا أنه لا يمكن حل النزاع عسكريا.
ودعا المجموعة الدولية إلى “المشاركة مع جميع الفاعلين السياسيين في إطار الحوار الشامل بهدف التوصل إلى حل سلمي لهذه الحرب المدمرة”.
وعن الوضع في الشرق الاوسط جدد السيد لعمامرة دعم الجزائر “لكفاح الشعب الفلسطيني المشروع من أجل إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس” داعيا المجموعة الدولية إلى أن تكون “في مستوى التزاماتها إزاء مسار السلام الذي يجب أن يبعث من أجل التوصل الى حل عادل و دائم”.
وبخصوص الصحراء الغربية أوضح السيد لعمامرة أن الجزائر تواصل دعم جهود الأمين العام الاممي و مبعوثه الخاص إلى الصحراء الغربية من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول كفيل بضمان تقرير مصير الصحراء الغربية طبقا لميثاق الأمم المتحدة و قراراتها.
وأكد السيد لعمامرة ان “بالنسبة للجزائر لا يوجد أي بديل لحل النزاع عدا تنظيم استفتاء حر و عادل  لتقرير مصير الصحراء الغربية”.