في العصور الوسطى، كانت طبقة النبلاء توصف بأنها من ذوات الدم الأزرق، ولكن إذا حاول أي إنسان، قطع عرق من عروقه باستخدام آلة حادة، فلن تسيل منه سوى دماء حمراء.. فما السبب إذن في أن العروق تظهر باللون الأزرق؟


هناك أربعة عوامل تحدد تلك الظاهرة، يرصدها موقع "ABC Science"، الذي أشار لدراسة للفيزيائي الكبير "ألفين كين"، عام 1996، وفريق من المعاونين.

تقول الدراسة "إن العامل الأول المتحكم في هذه الظاهرة، تفاعل الضوء مع البشرة، على عدة أطوال موجية مختلفة، فعند اختراق الضوء البشرة يتعرض للامتصاص، ثم ينبعث من البشرة مرة أخرى، وهذه العملية تحدث ملايين المرات في أقل من لمح البصر".

وتوصلت إلى أن العروق القريبة من سطح البشرة، ترسل كميات ضئيلة من اللون الأحمر، مقارنة بكميات اللون الأزرق الكبيرة المنبعثة منها. أما العامل الثاني، فيعتمد على كمية الأكسجين الموجودة في الدم، فعند انخفاض مستواه بجزيئات "هيموجلوبين" الدم، فإن لون الدم يتغير من الأحمر الفاتح إلى القاتم، ليظهر لنا اللون الأزرق.

العامل الثالث يعتمد على العروق نفسها، وخاصة نصف قطر العرق، والمسافة بينه وبين البشرة، فكلما كان قريبا منها، بدا لونه الأحمر، ولكن الغالبية من العروق توجد على مسافة نصف ملليمتر، ونظرا لتداخل عملية معقدة في الفيزياء الضوئية تسمى "معادلة النقل"، تظهر لنا العروق بلون أكثر زرقة.


بينما يرجع العامل الرابع إلى المخ البشري، الذي يقوم بالعديد من الحسابات، فيما يتعلق بحدقة العين، وعلى سبيل المثال، دائما يأخذ اللون البنفسجي قرب اللون الأحمر لونا أزرق، ونظرا لتواجد العروق تحت البشرة، فإن التباين الحادث بين لون البشرة ولون العروق، يجعلها تحمل لونا يبدو مزرقا.