تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :للشاعر أحمد بن روان
لو كنتُ يوما قائلا قصيدةً لِمدْحَةٍ في سيّدي المختارْ
لَناءَ ثـِـقْـلُ حمْلها بأحْــرُفي وضَلَّ حَرْفي تائهًا واحتارْ
وراح خَطْوي عاثرًا ولم يَقُم وتاهَ طَرْفي حاسرًا وانهارْ
مَــــن ذا أكـــونُ في الدُّنى مَـــن ذا أكونُ والــدّنى تَــهابُه إِكـْـبارْ
أنَّى تَرُومُ مَـدْحهُ ولســتَ تَـــدرِي شَرْحــهُ فَـــــدونَه الأفـــــكارْ
ماذا يــقولُ شاعرٌرَفَّتْ به مَـــشاعرٌ في مَعدنِ الأسرارْ
ماذا تقـــولُ في الــــذي به الــــــفلوبُ تـَغْـتذِي وتعبدُ القهـــــارْ
ماذا عساك قائلا في مَـنْ حَوَى شــمائلا تألَّــــقَتْ أنــــــوارْ
دَعْ عنكَ لُـجَّ مائِهِ ومُرْتَـقَى سَـــمائِه فَبَـــــــحْرُه زَخّا رْ
دع عنك طُـهْرَ نـــــفسِهِ وشَــــافِـياتِ لَـــمْسِهِ وغـَــوْرَهُ المَــــوّارْ
ومَكرُماتِ جُــــــودِهِ وطِــــيبَ عـَـــــرْفِ عُـــــودِهِ ورأفَـةَ الأبرارْ
دع عـــــــنكَ عَـــــــفوَ قادرٍ على مٍـــــثالٍ نــــادرٍ ورِفْـعةَ الأخيارْ
دع عنكَ دمعَ ساجدٍ وواجِـدٍ وهــــاجدٍ بـِـــسيّد الأذكارْ
أنـــوارُهُ لا تَــــنْـتفِي أقْمَارُهُ لا تَـخْـتفي أفْــــضَالُهُ أنهارْ
إذا يُرَى فَـبسْمةٌ وإنْ سـَــرَى فَـــنسْمةٌ وفي الوَغَى إِعصارْ
جــاء الوجودَ منحةً فـــأورثَـتْهُ فــــــرْحةً سَرَتْ على الأقــــطارْ
قد لاحَ ضوءُ نَجمِهِ في عُـرْبِهِ وعـُــجْمهِ لتهتـــدي الأبـصارْ
للعــالمين رحـــــمةٌ من الإلـــــه نــــعمةٌ قـــــد عمَّت الأمصارْ
الـــوحيُ في كــــلامِهِ والــــحُبُّ في سَــــــلامِهِ وخـــــــيرُهُ مدرارْ
اليُمْـنُ في رِكــــابِهِ يُقيمُ في أعـْـــتابِهِ إنْ حـَلَّ أو إنْ سـار
قـَــــلبٌ كــبيرٌ طاهرٌ حِـــــلمٌ عظيمٌ بــــاهِـرٌ سارتْ بــه الأخبارْ
هــــوَ الأخــيرُ لِلورى إليهِمُ قـــــد انْـبَرَى ليسمعُوا الجبّارْ
قــد جـــاء سِـلمًا للدُّنى لم يــــأتِ يدعُو للـــفَـنا أو حـــامِلا للثّـارْ
جِــذعٌ إليه قـد بَكَى وجَـمَلٌ له شَــكا وســـارتْ الأشجارْ
عَـفـَـا عن الــذي بَــغَى فَـــلانَ قــلبُ مَــنْ طَغَى وهـُــــدَّ ت الأسوارْ
مَنْ ذا تـَــبَدَّى كُـــفُرُهُ وذا الـــنَّبِيُّ طُــــهْرُهُ مِنْ دَنَــسِ الأوضَـارْ
مَــن ذاك لا يُــحـبُّهُ وهْوَ الـــنّبيُّ طِـــبُّهُ مِن سَـقَمِ الأضـــرارْ
تـُحبُّهُ كلُّ الـدّنَى حُبًّا تَـــرامَى كالـــسَّنا في مُـهْجةٍ فـَــوّارْ
كــلُّ الــوجودِ لاهِـجٌ بـِـحُبّه ِ ومَــائِجٌ لَـــهُ بـِــــهِ إِقـْـــرارْ
الموجُ في اصْـــطِفاقِهِ والـــطيرُ في انــــعِتاقِهِ إنْ حَــطّ أو إنْ طـــا رْ
الـرّيحُ في هُـــبوبِها والسُّـحْبُ قي سُـيوبِها وقـد هَـوَتْ أمطارْ
والـشّمسُ في اجْـتِلائها والأرضُ في اسـتوائِها وماؤُها الـهَدّارْ
يـُحبُّـهُ مُـــستضعَفٌ سَــطا عـليه مُــتْرَفٌ يـُـحبّه الأحرارْ
وامـرأةٌ وبَـعـْـلُها وبِنتُها وطِـفلُها وكـلُّ مَنْ في الدارْ
ذاك لأن أحمدًا بِــشـرْعِهِ مُــمَجَّدًا قــد أَوْثَــقَ الآصارْ
يُـحبّه الـقلبُ التّـقِي بِـذكْـرِ طَــهَ يَــرْتَـقِي ويَــصْرِفُ الأكـْـدارْ
يــُــحبُّه مـَـن اهـتدى يُحبُّـهُ مَـــن اغـتدَى لِـسجدةِ الأسْـحا رْ
يـُحبّهُ الراعي مَضَى مُـؤذِ نًا وَسـْطَ الـغَضَا يَــتِيهُ في اسـْـتِعْـبا رْ
ومَن سَقَى في حَـقْـلِـه ومَن بَنَى بِـــصَقْـلِهِ عَـــظيمةَ الأحــــجا رْ
فَـحُبُّـهُ فــيهم سَــرَى عــلى الـــشّفاهِ قــد جَـــرى تـُــقْـضَى بـــه الأوطَـــا رْ
ولا يَــزالُ ذِكــــرُهُ شُـغْـلَ الــورى وشُـــــكرُهُ تـُـــطْـوَى بــه الأعـــــما رْ
يـا نـُورَهُ في ظُــلْمَـتي بَـــدِّدْ بـَليدَ عـَتْـمَتي ورَفِّـع الأسـتارْ
فَـــــذا فُـؤادي قـدْ قـَسا وفي هَــواهُ قــد رَسَا وهَــامَ في الأخـــطا رْ
مــا بـَــــالُهُ في غَــيّهِ مُـــشَـرَّدًا عَـــن حَــيِّهِ بـِـــمُــثـْقـَل الأوزارْ
هـــذا انْـــتِسَابي قـــدْ وَهَى لِــــفَرْطِ ذا الــــذي دَهَى فـَــلُذْتُ بــــالأشعارْ
يــا ويـحَ قــــلبٍ تـَــائهِ مُــلَـفّـَفًا في دائـِــــهِ يـَـغـُذُّ في اســـتكـبا رْ
فَــــلَيتَ أنـِّي شــارِبٌ مِنْ حَوْضِكمْ وهـَـــارِبٌ مِـنْ حَـــرِّ لـَــفْـحِ النا رْ
يـــا ســــيدي مُـؤَمِّــلٌ شَـفاعَـةً ومُـــهْـمِلٌ يـــا ســـيدي المختارْ
أحمد بن روان- الداموس
الموضوعالأصلي : تحبه كل الدنى // المصدر :