فلـولاَ الــورودُ ولـولاَ الــــورودْ
لمـَاكنتُ لحنــــًا بهـذَا الوجــــودْ
ولاَ غرّبتنــي شــراعـي بعيــــدًا
إلـى أنْ قطعتُ جميـــعَ القيــــودْ
أنا لــمْ أقــــلْ أننـي قــدْ وصلـتُ
سوَى أنني لـنْ أخـــونَ الــورودْ
أما إننـي قــدْ رسمـتُ طــريقــي
فلاَ لنْ تؤثــــرَ فـــيَّ الـرّعــــودْ
فيـَا أيهــَا القيــــدُ لا َلا َ تلمنــــي
إذَا مـَا غـدوتُ بهـذَا الصمـــــودْ
ويـَا أيهـَا الحلـــمُ لا َلا َ تخنــــي
و قدْ جئتُ أبغـي إليكَ الصعــودْ
إذَا مـَا اغتـربتِ قليـــلا ً فقولـي
أنـَا لا َ أحـبُّ أحـبُّ القعـــــــودْ
و إنْ كنتِ لا تستطيعيـنَ ثـوري
دعينـي أقاتــــلُ فيـكِ الجمــــودْ
لمـاذا تريديــن َقتلـــي و قتلــــي
لمـاذا التعنـثُ هـذا الجحـــــــودْ ؟
ألاَ إنْ رضيـتِ بحكــمِ الفيافـــي
فلاَ لـنْ أعيـشَ بغيــر الــــورودْ
و إنْ كنتُ أملـكُ نفســي قليـــلا
لسرتُ إليهـَا أناجـي الخلــــــودْ
و لكنهــمْ ، رغـمَ كــلِّ المنافـــي
أعــودُ إليهـَا بكــــلِّ الوعــــــودْ
فياليـتَ غنـتْ ورودي قليــــــلا ً
وكانت شموعـًا لكـلِّ القيــــــودْ
وياليـتَ غنـتْ ورودي بعيـــــدًا
وصارتْ طريقـًا لرسـمِ الحـدودْ
فلا َ تسألينــي إذا مـَا احترقنــــَا
وصرنـَا نغنـي دمــوعَ الوجـودْ
ولا ترصدينــي إذَا ما اقتفينــــَا
شموعَ المآسي وصرنـَا لحـــودْ
ولا ترسمينــي إذا مـَا افترقنــــَا
ولم يبق ظـلٌ و شمـسٌ وعـــود
إذا ما اكتويـتِ بحبِّ الأماســــي
فلا َ تحرقينـي ببعضِ الــــرّدودْ
و لا َ تحملينـي إلـى أنْ أبـــــوحَ
بأنـي اغتربتُ و لا لن أعـــــودْ
ألا إنْ سجنتِ شموعـي قليــــلا ً
فلن تسجنينـي بفوضـى النهــودْ
أمـَا لـوْ عرفـتِ بأنـي غـريـــقٌ
و أنَّ شراعــي سترســو بعيـــدْ
لمـَا قلـتِ إلا َّ بأنـــي أمـــــوتُ
ولاَ لـنْ تموتَ تموت الــــورودْ
الشاعر : محمد الصالح بن يغلة
الموضوعالأصلي : فلولا الورود // المصدر :