فهذا الحديث دعوةٌ راقيةٌ لــ ( فن التّعامل) مع النّفس والآخرين
وقد أرشدنا فيه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، إلى الطّريق
الذّي يبلغ به العبد كمال دينه ، وحسن إسلامه ،
وصلاح عمله ،
فبيّن أن ممّا يزيد إسلام المرء حُسناً
وكمالاً لإسلامه ، أن يدع
ما لا يعنيه ولا يُفيده في أمر دنياه وآخرته
فــ لا يضرّ نفسه بالإساءة لها بارتكاب
المحرّمات لأنّها لا تعنيه
ولا يؤذي الآخرين بالتّعدي
عليهم في القول والفعل
ويبتعد عن التّدخل في
شؤونهم بلا داعي ( اللقافة) بالّلهجة العامّيّة !
●● فــ يترك
فُضول الكلام ،
ولغو الحديث ؛ لأنه يتعلق بجارحة خطيرة ، ألا وهي جارحة الّلسان
( وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ" أَوْ قال:
"عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِى النَّارِ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ) حديث صحيح
فالغيبة والنميمة والبهتان كلّها لا تعنيه وتُثقله
بأوزار عظيمة
{ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ
بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ} النساء114
وكم هناك من ألسنةٌ تلوكُ لحوم البشر بلا حسيب ولا رقيب !
هذه ذهبت وتلك فعلت والأخرى طلّقها زوجها لأنّها كذا
وكذا !
وذاك إنسان بخيل والآخر حقير والثالث كذّاب والرابع
سمعته سيّئة !
الموضوعالأصلي : اترك ما لا يعنيك وتعامل بإحسان موضوع متجدد // المصدر :