الخميس 24 يناير 2013 - 18:28 | المشاركة رقم: |
الاعضاء المميزين
إحصائيةالعضو | |
| موضوع: الفن فى العراق القديم الفن فى العراق القديم الفن فى العراق القديم
ضرورةالبحث والتأكيد على الجانب الإبداعي في الفن وجماليته لدى الإنسان العراقي القديمومقدار تماسك العلاقة وصدقها الشعوري بين الفنان وموضوعه الفني وقيمتهالجمالية، وبين الوظيفة التي يستخدم الفن من اجلها والتعبير عن غايتها،سواء كانت دينية أو دنيوية. لكي نتعرف على مستوى التطور الذي ارتقا اليهالانسان العراقي القديم، من خلال الآثار التي أكتشفها المنقبون، من أعمال فنيةوعمرانية تمتاز بقدرة إبداعية وإحساس جمالي عالي. لأن الإحساسبالجمال وإدراكه هي صفة إنسانية يمتاز بها عن غيره من الكائنات الحية فيعالمنا الأرضي والتمتع بمكونات الموضوع الجمالي.أن ما وصلنا من رسومونحت تعود إلى فترة ما قبل التاريخ كانت بدايتها الفنية لا تقوم إلا بنازععفوي يرسم وينحت تلك الأشكال واكثر الأحيان يكون دافعها لما يراود تفكيرالإنسان في تلك الفترة من غموض تجاه ظواهر الطبيعة فتكون كما لو إنهاطقوس دينية وإشارات سحرية وتماثيل بشكل رموز أو آلهة لتقديسها وعبادتهاتصغيراً لها لتقريب رموزها من اجل اكتساب رضاها. ولكي تحميهم من الشرور التيتحيط بهم من ظواهر طبيعية وحيوانات مفترسة. لم يبدأ الشعور لدى الإنسانالقديم بأن هناك قوى لديها عقل، وتملك القدرة على التحكم في مصير الانسان.إلا بعد أن بدأ يزرع النباتات ويربي الماشية. فشعور الإنسان بان حياتهترتبط بالتقلّبات الجوية، وعلى الوباء والمجاعة، وعلى خصوبة الأرض وسبختها،وتوفر المراعي أو ندرتها. أن هذا الشعور قد اقترن بظهور فكرة الجنوالأرواح الخيرة والشريرة، التي توزع النعم والنقم، وبفكرة المجهول والغامض،والقدرات العليا، والقوى الهائلة، العالية والخارقة للطبيعة، والتيلا يستطيع الإنسان حيالها شيئاً. فالعالم ينقسم الى نصفين، بل أن الانسانذاته يبدو منقسما الى نصفين. هذه هي مرحلة الطبيعة وعبادة الأرواح،والإيمان ببقاء النفس، وعبادة المدافن ومبانيها. فقد ظهر حينها تميزبين فن للدين وفن للدنيا، أي بين فن التصوير الديني وفن التزين الدنيوي.فمن جهة نجد آثاراً لأصنام ولفن نحت المقابر، ومن جهة أخرى نجد فناًدنيوياً ذا أشكال زخرفية، كان إلى حد ما امتدادا لروح الحرف اليدوية وأساليبها.أن هذه الرسوم والأشكالالتي كان يستخدمها الإنسان القديم، في تميز الاشياء وتعريفها قد تطورت، معالزمن وأصبحت الباكورة لولادة الكتابة، الاكتشاف العظيم الذي أدركهالإنسان، من خلال التعايش في الطبيعة والصراع، الذي كان يعيشه مع الظواهرالطبيعية واختلاف أحوالها، والتغيير الذي تمارسه عبر فصول السنة. أنالإنسان بما كان يصادف من هذه الظواهر، وتغير موارده الغذائيةوطبيعة تواجدها وتكاثرها، وهذا يحدث مع تغير الفصول، وبما تقدمه من موادغذائية وعوامل مناخية مختلفة. إن مثل هذه الأمور التي فطر عليها الإنسان، كانيعيش بمواجهتها يومياً فما عليه إلا أن يقاوم ويفكر.وبما إن الإنسان مفكرومبدع خلاق بطبيعته، وأن كان يحتاج دائماً إلى ما يثيره،ويدفعه من أجل أن يخطو الخطوة الجريئة في اكتشافه، وحتى اختراعهفكانت الدهشة والسؤال، والحاجة المباشرة والتحفز الجريء الى المعرفة، قدأمده بالقوة لمواصلة حياته، وفي التطور عبر الزمن، خلافا للكائنات الحية التيأنقرض الكثير منها، والآخر تحول عبر فترات تطورية من حيوان بري، الىمائي كما تشير التنقيبات والبحوث العلمية المختبرية الجينية، في حفرياتهاالمعرفية عن الأصول والجذور لتطور الكائنات عبر مديات زمنية بعيدة في التاريخ.لقد سعى الإنسانمنذ وجوده على الأرض عن طريق الحركة والعمل الذي نشّط قدرته على التفكيرعبر حواسه، وردود فعل غرائزه، لاستنباط تصورات بسيطة وأولية تطورت عبرتكرارها وما يحدث فيها من اختلاف وتشابه واتفاق وتناقض إلى أفكار ومعرفةورؤية وأحكام، ومواقف قائمة على استمرار العلاقة والتأثير المتبادل الذييحدث بين الإنسان وبيئته بما فيها من ظواهر طبيعية وكائنات حية. ومن هناحاول الإنسان التكيف دائماً مع الطبيعة، ويسعى لاستثمار ما تقدم إليه البيئةالتي يعيش في وسطها لخدمته وتلبية حاجاته. وتفرض عليه البيئة الطبيعيةمن تضاريس ومناخ، طبيعة الطراز الذي يرسم تكوين خصوصيته المتميز بها عبرتفاعله معها. وعبر هذا التكيف كان يتعرف على نوعية الأرض من خلال التجربةالمتكررة والملاحظة التي تعطيه الخبرة. وهذا يساهم في تكوين وبناء خصوصيته،التي يمتاز بها عبر تفاعله مع عناصر البيئة من تضاريس ومناخ.بعد أنتمركز الإنسان العراقي القديم، وتحول أسلوب حياته من الوضع الطفيلي إلى الحالةالإنتاجية بدأ انتصاره على الطبيعة وغزوه لها الذي حفزه في البحث عنالوسائل الكفيلة في تنظيم حياته. فكان الإنسان يعيش مع وضمن متغيرات الحياةالضرورية بما يظهر من مستجدات وتطور في أساليب الحياة عن طريق ظهور التجارةوازدهار الزراعة والتنظيم الاقتصادي وانتشار الحرف بما تفرضه الحاجةمن تقسيم للعمل فكان الفنان يحمل في ذاته استقطاباً بين الثابت والمتحرك،والشكلي البحت والاتجاهات التي تقضي على الشكلية. لقد ظهرتعبر فترات زمنية متتالية حضارات كبيرة قدمت الكثير ونقلت الإنسان نحو أفاقأوسع وأقدر على التطور والتكيف مع الحياة، مثل حضارة سومر وأكد وبابل،في وسط وجنوب العراق، التي كانت أرضها تمتاز برسوبيتها وكثرت مستنقعاتهاالمائية.وقد ساعدت هذه المستنقعات والجو الحار في نمو القصب والبرديبكثافة في مناطق مياهها الضحلة وحول ضفافها. فكان القصب والبردي والطينمن أكثر المواد التي دخلت في صناعة الكثير من الحاجات مثل الزوارق وبعضالفرش والمقاعد والأّسرة والسلال وفي بناء البيوت، وصناعة الأواني الفخاريةوالشراب والكؤوس، بل زادوا بما قاموا فيه من رسوم على الأواني التيفاقوا في إنجازاتهم من سبقهم من الحرفين الأوائل. وأن تفوقهم السريع والمدهشفي التصاميم المعمارية والزخرفية التي تمت أولاً من خلال تطوير البنيةالمشيدة في البداية بالطين والقصب ومن ثم بالقرميد والطين المفخور، يشيرالى مقدار الأصالة الموروثة عندهم والتي رفعتهم فوق مستوى معاصريهم.إن شكلالأواني الفخارية يقدم لنا أول متنفس للإنسان العراقي القديم في خلق شيءيمتاز وجوده بجمالية تبعث على الرضا. ومع تطور إمكانيات الحرفي في صناعةالأواني الفخارية، بعد أن بدأ بتصنيع السلال والطواف والطبك منها الكبيروالصغير من القصب وسعف النخيل كما ورسم الخطوط وترتيبها بسلسلة من النقاطبأشكال هندسية جميلة على الأواني والسلال، تعطي دلالة على وجود إمكانياتوقدرة على الخلق والإبداع الفني بإنجازه صوراً تشكيلية جميلة.وزاد على ذلك بإبداعاتهالفنية في الحياكة والرسم الملون على الملابس وفيها المطعّم بالخرز أو الذهب والفضة.يرى س. كريمر في كتابه (طقوس الجنس المقدس )، أن السومريين عرفوا بمهارتهم بالنحت على وجه الخصوص.وكان أقدم نّحاتيهم تجريديين وانطباعيين. كانت تماثيل معابدهم، وملوكهموآلهتهم تكشف عن شدة بالغة في العاطفة والروح، أكثر مما تبدي عن مهارةفي التكوين. لكن تدريجياً أصبح النحاتون أكثر مهارة وتقنية، لكن منحوتاتهمفقدت إيحاءها وتأثيرها.وكان النحاتون السومريون بارعين في حفر الأشكالعلى الأعمدة والصفائح، وحتى على المزهريات والطاسات. ومن هذه المنحوتاتنتعلم الشيء الكثير عن هيئة السومري ولباسه. كان بعضالرجال حليقاً، وبعضهم الآخر ملتحياً لحية طويلة، ذات حواش في نهاياته،ويرتدون فوقها عباءة من اللبّاد، ثم حل محل التنورة قميص طويل.ويجعلون فوق القميصشالاً بذوائب يغطون به الكتف اليسرى ويطلقون الذراع اليمنى. أما النساء فكن غالباً ما يرتدين منالملابس ما يبدو شالاً بذؤابات يغطين به أجسامهن من فرقهن الى قدمهنويطلقن الكتف اليمنى. وكن يفرقن شعورهن من الوسط ويضفرنه جدائل يكورنهاعلى رؤوسهن. ربما اعتمرن قبعات أنيقة مؤلفة من أشرطة من الشعر والخرزوالقلائد.لقد لعبت الموسيقى،الآلية والصوتية، دورا كبيرا في الحياة السومرية، فكان لبعض الموسيقيينمنزلة هامة في المعبد وفي البلاط. وقد عثر المنقبون في مدافن أور علىآلات موسيقية جميلة الصنع ( كالقيثارة بنوعيها الصغير والكبير.) كذلك كان من الأمورالشائع استعمال آلات القرع كالطبل والدف، شأنها في ذلك كشأن الناي المصنوع من القصب والمعدن. أماالشعر والغناء فقد كانا مزدهرين في المدارس السومرية. وكان أكثر الأعمالالمكتشفة معدا للاستعمال في المعبد والبلاط. لكن هناك من الأسباب الوجيهةما يحملنا على الاعتقاد بأن الموسيقى والغناء والرقص كانت مصدرا هاماللتسلية والبسط في البيوت وفي الأسواق العامة على السواء. وكان من أعظمالإسهامات الفنية التي ساهم بها السومريون الختم الأسطواني، وكان يصنع منالحجارة ويحفر عليه تصميم ما يلبث أن يتضح معناه عندما كانوا يفلتونه علىرقيم طيني أو يختمون به جرة من طين. وقد أصبح الختم الأسطواني علامةتجارية مميزة في العراق القديم.وكانت الأختام الأسطوانية عبارة عنأحجار كريمة اقتطعت بعناية فائقة وعليها رسوم تمثل الملك في ساحةالقتال، أو راعي يذب الكواسر عن قطيعه، أو رتلا من الحيوانات أو مخلوقاتأسطورية. لقد امتازتالفنون وخصوصاً النحتية في العراق القديم باهتمامها بالموضوعات الدينية،خصوصاً في عصر بدأ الكتابة. لكن ندرة الحجر في السهل الرسوبي في وسطوجنوب العراق، أدى إلى عدم تركهم آثار ضخمة، كما هي موجودة في الآثار الآشوريةفي نينوى، في شمال العراق، حيث تكثر الجبال والصخور، أو الآثار التيتركها الفراعنة المصريون. لقد عثر المنقبون في الوركاء على بعض النماذج.وبينت هذه النماذج على قدرة النحات العراقي على تكييف واستخدام موادمختلفة في عمله الفني مثل حجر الصوان والمرمر. وتمثل هذه النماذج مسلةرسم عليها مشهد صيد، والآخر يمثل أصيصاً حجرياً طويلاً نقش بشكل بارز في صفوفأفقية تبرز منه صور لطقوس دينية دقيقة. فكانت جميع الأحداث تشير بوضوحالى هدف نصبي، تمثل في اكثر الأحيان أحداثاً حياتيه من حروب وصيد، وبهذاتكون هي البذرة الأولى للتدوين التاريخي. توجد نماذج أخرى لنحت بارز علىآواني الزهور يمثل موكب لكهنة عراة إلا من قطعة قماش تسترهم. وآخر لألواحطينية نحت عليها عدة مواضيع منها متضرعاً يقتاده الكهنة إلى معبد الآلهةالأم. ونموذج لرجل يجدف بقارب مزين بالزهور وآخر لراعي يدافع عن قطيعهضد الأسد. وحين تنظر لهذه الأعمال تبعث فيك الدهشة للحيوية والدقة التيتمتاز بها هذه الأشكال الصغيرة الرائعة والجذابة. وهناك أعمال تعطينا لمحاتعن الطقوس والرموز الدينية السومرية. بما نشاهد فيها من احتفال قرب معبدفيه كهنة عراة كالعادة تقدم القرابين، وأخرى لملك يطعم قطيعاً مقدساً منالبقر.كما امتاز العراقيين فيبناءهم المعابد الدينية بعضها على شكل زقورات هرمية الشكل، يرتقياليها عن طريق سلم خارجي الى قمة الزقورة التي يصل ارتفاعها الى مائتين مترتقريباً، وفي القمة توجد غرفة المذبح وصومعة العبادة التي منها يتصل الكهانأو رجال الدين بالأهم. أن الفنالعراقي القديم يمتلك بعض التطورات الفريدة الخاصة به. فعلى سبيل المثال،رأس الفتاة المصنوع من الرخام الأبيض في الوركاء. ويبدو من شكله أنالنحات قد واجه صعوبات كثيرة في ذلك الوقت. لأن النحات حينما يريد عمل تمثالبالحجم الطبيعي سيواجه صعوبة كبيرة لندرة الحجارة، مما يدفعه لعمل التمثالمن الخشب عدا الأجزاء الظاهرة كاليدين والوجه من الرخام إذا توفر أو منمواد أخرى تكون اكثر صلابة وأكبر قدرة على الصمود، أما الجزء الخلفي منالرأس فيعملها بما فيها تسريحة الشعر المعقدة. باستخدام القار وتغطى بطبقةمن الذهب أو النحاس الذي يمتد بشكل موجات مسطحة فوق الجبين. وقد ثبتتبالحجارة بواسطة مسامير معدنية منقوشة نقشاً مناسباً. كما نجد فيبابل الكثير من الآثار الموروثة عن الحضارات البابلية والكلدانية والبابليةالثانية التي توالت عليها، وما تركت من تماثيل للآلهة وملوكهم بأوضاعمختلفة. أحدهم نجده يجلس ويضع كيفي يده على بعض ويرتدي تنوره منحوتةعلى شكل مدرج أو متوج. وتماثل لملك في عربة يجرها حصانان يحاول فيهااصطياد أسد أو يقاتل في معركة، و نحت اللبوه الجريحة وغيرها من الأوانيالمرسوم والمنقوش عليها صور مختلفة، ومسلات نقش عليها أعمال الملوكوقوانينهم وأشهر هذه المسلات مسلة حمورابي الذي دوّن عليها جميع القوانينالتي كانت معروفة في عصره والتي هو شرعها، بالاضافة للألواح منقوشعليها الإله شمش أو مردوخ يسلم الوصايا الى الملوك حمورابي و نبوخذنصرأو تستلم قوانين تنظيم الدولة والمجتمع منهم. وهناك معبد مردوخ كبيرالآلهة البابلية، وباب عشتار رائعة التصميم التي نقش عليها حيوانات أسطورية،وشارع الموكب وتمثال أسد بابل الشهير، والجنائن المعلقة التي تعتبرمن عجائب الدنيا السبع. ومراكز العبادة المعروفة بالزقورة التي كانت هرميةالشكل ذات طبقات مدرجة، مكسوة من جوانبها بالقرميد الملون، الذي يرمز كللون الى برج في السماء، فالمدرج الأول ملون بالأسود رمز زحل، والثانيالأصغر لونها أبيض رمز الزهري، والثالث الأرجواني رمز المشتري، والرابعازرق رمز عطارد، والخامس قرمزي رمز المريخ، والسادس الفضي رمز القمر،والسابع الذهبي رمز الشمس. لقد كان الكهنة والحكامأول من استخدموا الفنانين، وظلوا لفترة طويلة ينفردوا باستخدامهم.لأن الفن العراقي القديم كانمقتصراً على أداء الأعمال التي يطلبها هؤلاء. وكان الجزء الأكبر من الإنتاجالفني في ذلك العصر مؤلفاً من هدايا نذرت للآلهة، ونصب تذكارية تهدف إلىتمجيد أعمال ومعارك الملوك. وكان الفنان عاملاً لديهم ينفذ ما يطلب منه. يبدو إنالآثار التي حصلنا عليها الآن من أعمال بما فيها من نحت ورسم وعمران، قدقام بها عمال حرفيون وليس فنانين مختصون كما هو الحال الآن، لكن ما قام بههؤلاء الحرفيون فيه الكثير من لمسات الإبداع والدقة الفنية والجمالية. لأنالفن يعتمد على التشابه والمحاكاة، وإنتاج شيء من لا شيء. وهذه الشروطتعطي لأي عمل تتوفر فيه هذه العوامل صفة الإبداع الفني. وقد أعطى هذا الحرفيالمجهول لهذه الأعمال الكثير من مشاعره وأفكاره عبر تفاعله معها خلالتخطيط العمل وتنفيذه. لكن ما نأسف له! أن أي مطلع على تاريخ الفنالعراقي القديم لا يجد أي ذكر لأسم الحرفي أو المهندس الذي نفذ هذا العمل،في الوقت الذي نجد مثل هذه الأسماء على الكثير من الأعمال الأثرية لدىالفراعنة وأكثر منهم لدى اليونانيين والرومان، حيث نجد أسم الشخص الذي نفذالعمل أو ألفه أو صنفه. لذلك الآن يصنف الفن العراقي القديم بأنه سومري أوبابلي أو أكدي أو آشوري. لقد أبدع الإنسانالعراقي في الرسم والنحت، وكذلك هو في كتابة الشعر والقصص والملاحم،فقد خلفوا أعظم ملحمة هي ملحمة كلكامش التي تعتبر من أعظم الملاحم في تلكالفترة. من المميزات الشعرية الحسنة فيها، أنها إنتاج يفيض بغنى وعمقالمضمون الإنساني المطروح بشكل فني عال، والملحمة تهب القارئ لذة جماليةصادقة وتغنيه روحياً. حيث نجد ذلكالإبداع الروحي العام، وحيوية الطبيعة قد اتحدت مع المأساوية، لأن المأساةتحيق بكل ما هو حي وغير حي. الكل يبكي ويتألم ويتعذب لموت الإنسان،فرع الطبيعة وغصنها. ونجد فيها المأساوية لا تبرز كقيمة جمالية متميزةفقط. بل إنها لا زالت مصبوبة في الطبيعة والإنسان الذي يرثي موت جزءمنه. غير إننا نرى في الملحمة وبكل وضوح اقدم تصورات الإنسان عن المأساة.لقد ظهرت قبل "إلياذة" و"أوديسة" هوميروس بأكثر من ألف عام.كما قدم العراقي القديم الكثير من الاكتشافات العلمية فيالطب والرياضيات والهندسة والفلك والاقتصاد وتنظيم الري والزراعةوالصناعة والقانون… الخ. لقد امتازتالآثار الفنية بقدرة إبداعية رائعة للإنسان العراقي القديم وبقيمة أعمالهالفنية وبمقوماتها الجمالية التي امتاز الإنسان بإدراكها والإحساس فيهاوتحديد معالمها ومزاياها وهذا ما نجده في صياغته الفنية والإبداعية سواءكان في مجال النحت والرسم والنقش والبناء العمراني أو في تدوينه الشعريوالقصصي ذلك الإحساس العميق والامتزاج بين الفنان والطبيعة والتفاعلمع ما تقدمه هذه الطبيعة من ظواهر جمالية. أمتد هذا التفاعل المنسجمبين الفنان وبيئته وتداخل مع الوظيفة الملقاة على عاتقه من طلب فرضهالكهنة والملوك في تسخير قدراته لخدمة تعاليم وتخليد أعمالهم.
|
| |
الموضوعالأصلي : الفن فى العراق القديم // المصدر :