الربيع العربي .....مساره .......ومحل الجزائر فيه من الاعراب.
شهدت المجتمعات العربية أحداثا ليست مسبوقة في ما يخص المطالبة بالحريات ولا تزال هذه الأحداث سائرة المفعول ليومنا الحالي .
هذه الحركات الفاعلة التي تختلف حولها المسميات بحسب قناعة كل جهة كان لها وقع ايجابي في بداية الأمر وهو عامل مكنها من الامتداد خاصة و أن حاجز الخوف الذي بنتة الأنظمة المستبدة لتضمن بقاءها لم يعد منه جدوى
لكن ذهاب عنصر المفاجئة الذي شل الأنظمة التي سقطت من قبل عن الاستعداد, اضافة الى انحراف بعض الأقطاب المهيمنة في العالم عما تدعيه من قيم حقوق الانسان بتدخلات سافرة وتحولها الى النظر بعين المصلحة المحضة غيّر المعادلة.
وصار الدم العربي رخيصا من جديد لدرجة أن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا لم يؤدي الى الاجماع حول ضرورة التدخل بشكل جدي لانقاذ الموقف.
ما يوضح لنا نتيجة مفادها أن الدول المهيمنة التي صنعت أنظمتنا الديكتاتورية بشكل و بآخر لخدمة مصالحها في الأساس .لا يفيدها تواجد الديمقراطية في منطقتنا ولا يخدمها عيشنا في مناخ من الحرية.
كما أن أهم تحدّ يواجه الدول التي مرت بهذه التجربة هو مرحلة ما بعد الثورة
و وضع الحد للمزايدة التي تحدث بين الجماعات الدينية والمناهضين لها والتي لا تخدم الشارع بأية طريقة .فالضرورة تقتضي ايجاد المساحة المشتركة ونبذ الخلاف وتسبيق مصلحة الوطن على الخلافات الاديولوجية.
خاصة وأن الذين أمست الثورات بمصالحهم الضّيقة, سوف يبقون بالمرصاد نحو كل المساعي التي من شأنها التقدّم الى الأمام
ان الشعب الجزائري وبالرغم من كل المؤشرات, يبقى خياره الأفضل هو عدم خوض هذه التجربة . فتركيبته لا يمكنها تحمل التبعات المستقبلية لها.
أحمد كرشوش.
الموضوعالأصلي : الربيع العربي...مساره...وموضع الجزائر من الاعراب. // المصدر :