الطالبة المثالية الجزء 02*اختي الطالبة تدكري انك امام اختبارين اثنينالأول :
هو اختبار الحياه : وهو الذي ذكره الله جلّ وعلاه في كتابه فقال : (
الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) وهذا الاختبار اختبار دائم ما دامت الحياة ، فبدايته مع البلوغ ونهايته مع غرغرة الموت ، وأمّا مادته وموضوعه فهو العبادة .. قال تعالى : (
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، مـا أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) .
وأما نتيجته فتظهر يوم الدين ، يوم توضع الموازين ، فلا تغفلي عن هذا الامتحان فإنه أحق بالجد والاهتمام ، لأن سعادتك الأبدية ، ونجاتك من العذاب مرهونان بالنجاح فيه .
الثاني :
امتحان دراسي : قوامه المراجعة والحفظ والمطالعة ، وهو أهون وأسهل وأيسر وأقل من امتحان العبودية الطويل .
ولأنك في امتحانين اثنين ، فإن الحكمة والعقل يستلزمان منك العمل الدؤوب للنجاح فيما بعد !
فإمّا شرط النجاح الأخروي .. فهو ملازمتك للتقوى واستقامتك على الدين .. في عقيدتكِ وعبادتكِ ومعاملاتكِ .. ولذلك سمى الله جلّ وعلا الجنة دار المتقين .. فقال : ( ولنعم دار المتقين ) .
فكيف تفرط طالبة عاقلة في استقامه تنال بها نزلاً خالداً في الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر !!
كيف لا تعير لآخرتها اهتماماً بينما يحترق قلبها لواجب دراسي مؤقت ؟!
قال عمر بن عبد العزيز في خطبته : " إن الدنيا ليست بدار قراركم ، كتب الله عليها الفناء ، وكتب على أهلها منها الظعن ، فأحسنوا رحمكم الله منها الرحلة بأحسن ما بحضرتكم من النقلة ، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " .
فالتزمي أخيه بما أمرك الله به من صلاة وحجاب وحياء .. واعملي لآخرتك مثلما تعملين لدنياك .. وتعلمي من التقوى ما يكون لك زاداً في المعاد ، وتذكري أن حملك لهم امتحان الحياة هو أولى لك من حمل هموم دراسية .
واعلمي أيضاً أن الله جلّ وعلا قد وعدك بالكفاية من هم الدراسة ووعدك بالتوفيق والنجاح إن أنت حسبت لمعادك هماً .. واتقيت الله رجاء لقائه .
قال تعالى : (
ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً ) ، فهذا اليسر عام في الدراسة وغيرها ..
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " من جعل الهموم هماً واحداً : هم المعاد . كفاه الله سائر الهموم ، ومن تشتت به الهموم من هموم الدنيا ، لم يبال الله في أي أوديتها هلك " .
التظيم والاجتهاد أختي الطالبة : هنالك طريقان للنجاح الدراسي لا غنى لكل مريدة للنجاح عنهما :
التنظيم : وهو منهج ينبغي أن تسلكه الطالبة في حياتها عامة ، وفي مشروعها الدراسي خاصة .
والتنظيم في الحياة الدراسية يشمل ثلاث أمور :
ا
لأمر الأول : تنظيم الأفكار .
الأمر الثاني : تنظيم الوقت .
الأمر الثالث : تنظيم العمل .
.
تنظيم الأفكار : والمقصود به التمييز بين الأهم منها والمهم ، وترتيبها بحسب الأولويات ، فالطالبة الحكيمة هي التي تنظر إلى واجباتها المدرسية بحسب أهميتها في التخصص ، فالمواد العلمية في التخصص العلمي ذات شأن مقارنة بالمواد الأدبية ، والعكس يصح إذا ما كانت الطالبة ذات تخصص أدبي .. فكلما كانت الأخت الطالبة أكثر إحاطة بالأهم في دراستها وتمييزه عمن دونه كانت جديرة بالتوفيق .. لأن تقديرها للواجبات الأساسية يدفعها بالضرورة لبذل تركيز أكثر .. وإعطاء تلك الواجبات حقها من الوقت والجهد .
.
تنظيم الوقت : وهو شرط لازم للنجاح على كل حال .. وبحسب تقدير الطالبة لوقتها يكون نجاحها ، والطالبة المثالية هي التي تملك تصوراً واضحاً عن خريطة وقتها اليومي .. كما تملك تصوراً دقيقاً من الواجبات التي عليها .. ولذلك فهي تعمل جاهدة على تخصيص القدر الكافي من الوقت لكل واجب أساسي في دراستها .. طبعاً هذا يتطلب منها شيئين :
الأول : هو التنظيم اليومي المسبق لأفكارها ، فهي لا تعجز عن كتابة مسؤولياتها اليومية في ورقة خاصة ، وتعد نفسها أن لا تغرب عليها الشمس إلا وقد أنجزت مسؤولياتها بنجاح ، سواء كانت مراجعة أم كتابة أن حفظاً أم مدارسة أم غير ذلك من صور أداء المسؤوليات الدراسية .
الثاني : هو تحديد الفراغات الزمنية اللازمة لكل واجب بجسب حجمة ومتطلباته ، والإصرار على ذلك التحديد هو ما يجعل الطالبة المثالية الطموحة تقتل الفراغات الزمنية مهما كان شأنها كي تستثمرها في اجتهادها ما لم يتعارض ذلك مع واجباتها الدينية كالصلاة مثلاً .
وهذا كله يستلزم من الأخت المسلمة امتلاك جدول زمني يحمل في خاناته فراغات زمنية ثابتة للواجبات الدراسية الثابتة .
تنظيم العمل : وهو يمثل القوة العملية التنفيذية في منهج التنظيم ويمكن أن نسميه بمنهج الدراسة .. أو منهج أداء الواجبات المدرسية .
فكثير من الطالبات ينظمن أفكارهن ، ويجددن الأولى في مسؤولياتهن ، وكذلك ينظمن أوقاتهن بشكل دقيق ، لكن طريقة تعاطيهن مع الواجبات تكون سلبية إلى حد كبير مما يشكل فجوة في عملية التنظيم برمتها .
ولذا أختي الطالبة فعملية تنظيم العمل تقتضي أموراً أساسية هي : . التفرغ التام قبل البدء في أداء الواجبات : سواء حفظاً أو درساً أو نحو ذلك ، لأن الانشغال الذهني يؤثر سلبياً على عملية التركيز .
2.
التركيز : في عملية الحفظ أودراسة التمارين وحلها تكون الطالبة في أشد الحاجة إلى التركيز الشديد والاقتناع التام ليتم الحفظ أو الفهم بنجاح ، وذلك لأن الفهم والحفظ نوعان : سطحي وآخر مركز .. فالحفظ أو الفهم السطحي فامحدود من حيث مدة بقائه .. بينمها الحفظ المركز المعمق يبقى طويلاً في الذاكرة لكنه يحتاج إلى نقطة أخرى وهي :
3.
مداومة على المراجعة : فلا يتم الانتقال إلى درس جديد بعد هضم الدرس السابق ، لاسيما في التخصصات العلمية التي تكون فيها الدروس أكثر ترابطاً بحيث يستلزم فهم الجديد منها فهم القديم .. وحتى في التخصصات الشرعية والأدبية يشكل تهميش المراجعة هدراً للأوقات ، ويولد تراكمات في الأفكار والمسؤوليات .
الموضوعالأصلي : الطالبة المثالية الجزء02 // المصدر :